![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الرابعة والأخيرة 5 شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص – الحلقة الرابعة والأخيرة](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/04/5_20240414_230804_٠٠٠٢.png)
سعد بن أبي وقاص في غير ميدان الجهاد. وفي غير ميدان الجهاد في سبيل الله ففي عام 17 هجرية كان قد وصل إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه خبرا أن العرب قد رقت بطونها وجفت أعضادها وتغيرت ألوانها فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقلص كتابا قال فيه أخبرني ما الذى غير ألوان العرب ولحومهم فكتب إليه سعد إن الذي غيرهم وخومة البلاد وإن العرب لا يوافقها إلا ما وافق إبلها من البلدان.
فكتب إليه عمر أن إبعث سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان رائدين فليرتادا منزلا بريا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر فأرسلهما سعد فخرج سلمان حتى أتي الأنبار فسار في غربي الفرات لا يرضى شيئا حتى أتى الكوفة وسار حذيفة في شرقي الفرات لا يرضى شيئا حتى أتى الكوفة فإرتحل سعد من المدائن حتى نزل الكوفة في شهر المحرم عام 17 هجرية وخير المسلمين بينها وبين المدائن فمن أعجبه أن يقيم بالمدائن تركه يقيم بها.
وإستأذن سعد أهل الكوفة في بنيان القصب ثم وقع حريق في الكوفة والبصرة.وكانت الكوفة أشد حريقا في شهر شوال عام 17 هجرية فبعث سعد إلى عمر يستأذنه في البنيان بالطوب اللبن فأذن لهم على ألا يزيدن أحدكم على ثلاثة أبيات وألا تتطاولوا في البنيان .
تولية سعد بن ابي وقاص إمارة الكوفة
وتولى سعد بن أبي وقاص إمارة الكوفة وفي عام 18 هجرية بني جامع الكوفة واثناء إمارته رضي الله عنه عليها حدث أن جاءت عمر أخبار تفيد بأن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه والي الكوفة قد إتخذ بيتا للإمارة أطلق عليه العامة قصر سعد في حين أنه كان بيتا بسيطا وكان هذا البيت مطلا على سوق وإتخذ سعد له غرفة يطل منها عليه وكان يجلس فيها مع أصحابه.
فكان لا يكاد يسمع ما يقوله جلساؤه من جلبة وغوغاء السوق فأمر من صنع له بابا كان يتركه مفتوحا أثناء النهار ويغلقه ليلا لكي ينقطع الصوت حتى يستطيع أن يقوم الليل يتعبد فيه لله سبحانه وتعالى فنقل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سعدا إتخذ بيتا وأنه إحتجب فيه عن الناس حيث صنع له بابا حتى لا يسمع كلامهم.
![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الرابعة والأخيرة 16 الحلقه الاخيره من حياه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/04/1_20240414_230803_٠٠٠٠.png)
فكتب الخليفة رسالةً لسعد بن أبي وقاص وبعث بها محمد بن مسلمة إلى الكوفة وقال له إعمد إلى بيت سعد حتى تحرق بابه ثم إرجع على الفور فخرج رسول الخليفة حتى قدم الكوفة فإشترى حطبا ثم أتى به بيت سعد فأحرق الباب ولما أتى سعد الخبر فقال لابد من أنه رسول أرسل لهذا الشأن وبعث لينظر من هو فعلم أنه محمد بن مسلمة فأرسل إليه رسولا ليدخل عنده.
فأبى فخرج إليه سعد بن أبي وقاص فأراده على النزول فأبى وعرض عليه نفقة لعودته إلى المدينة فلم يأخذها ودفع كتاب عمر إليه وكان فيه بلغني أنك بنيت بيتا إتخذته حصنا ويسمى قصر سعد وجعلت بينك وبين الناس بابا فإعلم أنه ليس بقصرك فإنزل منه منزلا مما يلي بيوت الأموال ولا تجعل على القصر بابا يمنع الناس من دخوله فتنفيهم به عن حقوقهم فليوافقوا مجلسك ومخرجك من دارك إذا خرجت.
فحلف سعد بن أبي وقاص إنه ما قال الذى قالوا لأمير المؤمنين فقال له محمد بن مسلمة نقصد الذى أمرنا ونؤدى عنك ما تقول ثم ركب راحلته حتى قدم المدينة فلما أبصره عمر رضي الله عنه قال لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت فذكر أنه أسرع السير وقال قد فعلت وإن سعدا يعتذر ويحلف بالله ما قال فقال عمر هل أمر لك بشئ قال ما كرهت من ذلك إن أرض العراق أرض رقيقة.
وإن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع فخشيت أن آمر لك فيكون لك البارد ولي الحار أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشبع المؤمن دون جاره .
عزل سعد بن أبي وقاص عن إمارة الكوفة
وفي عام 20 هجرية شكا أهل الكوفة سعدا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزله وولى عليها الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه وكان من شكواهم أنهم قالوا إنه لا يحسن الصلاة فأرسل عمر رضي الله عنه إلي سعد فقال يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن الصلاة فقال أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين
فقال عمر رضي الله عنه ذاك الظن بك يا أبا إسحاق وأرسل معه محمد بن مسلمة رضي الله عنه إلى الكوفة فسأل عنه أهلها ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه والناس يثنون عليه معروفا حتى دخل مسجدا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية.
فقال سعد بن أبي رضي الله عنه أما والله لأدعون بثلاث اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن وكان سعد رضي الله عنه مستجاب الدعوة فطال عمر هذا الرجل وكثر عياله وكان يتعرض للجوارى في الطرق يغمزهن وكان إذا سئل عما يفعل يقول شيخ كبير مفتون أصابته دعوة الرجل الصالح سعد بن أبي وقاص .
سعد بن أبي وقاص وأهل الشورى بعد مقتل عمر
وفي أواخر عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعنة الله في أواخر شهر ذى الحجة عام 23 هجرية وأدرك أنه ميت ألح عليه الصحابة أن يستخلف عليهم أحدا من كبار الصحابة الكرام رضي الله عنهم فأبى وقال لا أحملها أى المسؤولية مرتين مرة وأنا خليفة ومرة بإستخلافي لرجل من الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين فلما ألحوا عليه قام بإختيار عدد ستة من كبار الصحابة.
![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الرابعة والأخيرة 17 عزل سعد بن أبي وقاص](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/04/6_20240414_230804_٠٠٠٣.png)
وضمن العشرة المبشرين بالجنة وهم عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بين عبيد الله رضي الله عنهم جميعا وذلك لكي يختاروا من بينهم الخليفة الجديد وأرسل عمر لأبي طلحة الأنصارى قبل أن يموت بساعة وقال له يا أبا طلحة كن في خمسين من قومك من الأَنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى فإنهم سيجتمعون في بيت أمهم عائشة رضي الله عنها فقم على بابه بأصحابك ولا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم اللهم أَنت خليفتي عليهِم يا أَبا طلحة إن الله عز وجل طالما أعز الإسلام بكم.
وقال للمقداد بن عمرو رضي الله عنه إِذا وضعتموني في حفرتي فإجمع هؤلاء الرهط في بيت أمهم عائشة رضي الله عنها لكي يختاروا رجلا منهم وقال لصهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه صل بالناس ثلاثة أيام وتابع قوله لأبي طلحة أحضر عبد الله بن عمر رضي الله عنه مع هؤلاء الرهط كشاهد على إجتماعهم ولا شئ له من الأمر.
وقم على رؤوسهم فإن إجتمع خمسة وإرتضوا رجلا وأبى واحد إضرب رأسه بالسيف وإن إتفق أربعة وإرتضوا رجلا منهم وأبى إثنان فإضرب رأسيهما فإن إرتضى ثلاثة رجلا منهم وإرتضى الثلاثة الآخرون رجلا آخر فحكموا عبد الله بن عمر فأى الفريقين حكم له فليكن الخليقة من إختاره الفريق الذى حكم له فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وإقتلوا الباقين إن رغبوا فيما إجتمع عليه الناس.