![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة الثانية 5 شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد – الحلقة الثانية](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/03/2_20240426_224429_٠٠٠١.png)
خالد بن الوليد في فتح مكة وحنين وحصار الطائف وغزوة تبوك وبعد غزوة مؤتة شهد خالد بن الوليد رضي الله عنه فتح مكة في شهر رمضان عام 8 هجرية وكان قائدا لمقدمة جيش المسلمين كما شهد غزوة حنين في شهر شوال عام 8 هجرية كقائد لمقدمة جيش المسلمين ايضا وجرح في هذه الغزوة وعالج النبي صلى الله عليه وسلم جراحه كما كلفه الرسول صلي الله عليه وسلم بهدم صنم العزى.
ثم شارك في حصار الطائف وفي شهر رجب عام 9 هجرية شارك في غزوة تبوك أو غزوة العسرة والتي كانت آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والتي لم يحدث فيها قتال وكلفه الرسول صلي الله عليه وسلم بقيادة عدد 300 فارس وأن يقوم بمهمة أسر أكيدر بن عبد الملك صاحب حصن دومة الجندل الذى كان يقع عند إلتقاء الطرق المؤدية إلي العراق والشام وشبه الجزيرة العربية.
ونفذ هذه المهمة بنجاح وأحضر أكيدر أسيرا ليضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى صالح الرسول علي الجزية إلا أنه نقض الصلح بعد ذلك وأسره خالد بن الوليد مرة أخرى كما سنرى في السطور القادمة بمشيئة الله.
خالد بن الوليد في حروب الردة
وبعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم وتولي الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق الخلافة وأطلت فتنة الردة برأسها كلفه الخليفة بمهمة حددها له بخصوص قمع الردة في شبه الجزيرة العربية فكلفه أولا بالتوجه إلي بني أسد الذين كان علي رأسهم طليحة بن خويلد الأسدى وتمت هذه المهمة بنجاح ثم سار إلي منطقة البطاح حيث مالك بن نويرة وتمت هذه المهمة أيضا بنجاح.
ثم كانت المعركة الكبرى مع بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وكان جيش خالد بن الوليد حوالي 13 ألف مقاتل بينما جيش مسيلمة حوالي 40 ألف مقاتل وإستطاع خالد بن الوليد وجيشه أن يحققوا الإنتصار علي مسيلمة ويا سبحان الله فكأن هذه المعركة كانت بمثابة إعداد للمهمات القادمة التي ستلقي علي كاهل خالد بن الوليد حيث سيواجه بجيشه الذى وصل عدده إلي حوالي 20 ألف مقاتل جيوش الفرس والروم التي ستكون أعدادها أضعاف أضعاف هذا العدد بكثير.
وكان أكبر جيش قاده خالد بن الوليد رضي الله عنه هو جيش معركة اليرموك ضد الروم في الشام والذى بلغ عدد جيش المسلمين فيه مابين 36 إلى 40 ألف مقاتل بينما كان الروم حوالي 240 ألف مقاتل وبمقتل مسيلمة الكذاب إنتهت حروب الردة وعادت شبه الجزيرة العربية إلي الإسلام.
بداية التخطيط لفتوحات بلاد العراق
وبدا الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه يفكر في نشر الإسلام خارج حدود شبه الجزيرة العربية فطلب من خالد بن الوليد ان يستعد بجيشه للتوجه إلي جنوب بلاد العراق لمواجهة الفرس وقال له علي شرط ألا تستفتح بمتكاره أى من لا يريد أن يبقي في الجيش فلتتركه وهنا لابد وأن نذكر حقيقة هامة وهي أن البعض يتهم المسلمين بأنهم قد نشروا الدين الإسلامي بحد السيف وهذا أمر غير صحيح بالمرة.
فالمسلمون في الأساس مطالبون بنشر دين الله ولكن الفرس والروم كانوا يمنعونهم من مخاطبة أهالي البلاد التي يحكمونها وأولها العراق والشام وهنا الشرع الحنيف يحدد بأن يخير ملوك هذه البلاد بين الإسلام ويظلون يحكمون بلادهم أو فلتحكم هذه البلاد بالإسلام وعليهم دفع الجزية فإن أبوا ينذروا لمدة ثلاثة ايام بعدها يكون القتال مع جيوشهم.
فإن إنتصر المسلمون ودخلوا بلادهم يوضع السلاح ويخير الأهالي بين الإسلام أو الجزية التي تعد ضريبة يؤديها من لا يدخل في الإسلام نظير عدم الإنضمام إلي جيش المسلمين وتكون مهمة الدفاع عنه وعن بلده موكلة لجيش المسلمين حيث لا إكراه في الدين كما يقول المولي عز وجل في سورة البقرة وبهذه السماحة وبالمعاملة الحسنة دخل الكثير من أهالي البلاد التي فتحها المسلمون في الإسلام.
بل كان كثير من الجند الذين كانوا يحاربون المسلمين ضمن جيوش الفرس والروم يعلنون إسلامهم بعد إنتصار المسلمين عليهم .
![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة الثانية 16 بداية التحرك نحو جنوب العراق](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/03/1_20240426_224428_٠٠٠٠.png)
بداية تحرك خالد بن الوليد نحو جنوب العراق
وبدأ خالد بن الوليد بناءا علي تعليمات الخليفة يعد العدة للمهمة الكبرى التي كلفه بها سيدنا أبو بكر في الشهور الأخيرة من عام 11 هجرية وأخذ يحشد الجند حتي وصل عددهم إلي حوالي 18 ألف مقاتل وأخبر الخليفة الذى كلفه بمهمة محددة وهي أن يبدأ من جنوب العراق من موقع يسمي الكاظمة موجود في الكويت حاليا وأن يأخذ مسار نهر الفرات بحيث يكون علي يمينه وصحراء العرب علي يساره.
وعليه هو كقائد محنك أن يؤمن مؤخرة جيشه فلا يكون في مقدور خصمه إلا أن يواجهه من المقدمة وأن يكون هدفه فتح الحيرة التي تقع غربي نهر الفرات وكانت تعد العاصمة الثانية للفرس بعد مدبنة كتسفون أو المدائن التي تعتبر العاصمة الرئيسية للفرس والتي تقع شرق نهر دجلة وقد إلتزم خالد هذه الإستراتيجية التي حددها له الخليفة وإلتزم هذا المسار وقام بتأمين جميع تحركاته.
حتي لا يباغته عدوه بأى حركة إلتفاف أو تطويق يكون من نتائجها وقوعه هو وجيشه في مأزق ونجح في ذلك بنسبة مائة في المائة وخلال الشهور الأولي من عام 12 هجرية إستطاع أن يكتسح العراق الجنوبي وأن يفتح الحيرة ثم إستكمل السيطرة بالكامل علي حوض نهر الفرات من أقصي الجنوب حتي أقصي الشمال عبر عدة معارك كبيرة وبذلك باتت جميع الأراضي شرقي نهر الفرات وغربي نهر دجلة في قبضة المسلمين.