شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص – الحلقة الأولى

شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص – الحلقة الأولى
شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الأولى

التعريف بالصحابي سعد بن أبي وقاص

سعد بن مالك والمعروف بكنيته أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر المكنى بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وهو من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام القرشي الزهرى رضي الله عنه صحابي جليل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يلتقي معه في الجد الخامس كلاب بن مرة بن كعب وكان من السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

وهو ينتمي إلى بني زهرة أحد بطون قبيلة قريش وكانت ديارهم في مكة المكرمة تقع في الجهة اليمانية للكعبة المشرفة وعمل العديد من أبنائها بالتجارة وحققوا من خلالها أرباحا وفيرة وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت أم النبي صلى الله عليه وسلم السيدة آمنة بنت وهب الزهرية القرشية تنتمي إليهم وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتز بهذه الخؤولة فقد ورد أنه كان جالسا مع نفر من أصحابه.

فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلا فقال لمن معه هذا خالي فليرني إمرؤ خاله كما كان من أعلام ومشاهير هذه القبيلة غير الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إبنه عمر بن سعد بن أبي وقاص وإبنته عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وأخيه عمير بن أبي وقاص وإبن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة أيضا

 

ومما يذكر أن كلا من الصحابيين الجليلين سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما قد أسلما في بداية الدعوة على يد الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.

وكان ميلاد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على الأرجح قبل البعثة بتسعة عشر عاما بمكة المكرمة وكان رجلا دحداحا أى قصير القامة نسبيا غليظا ذا هامة جعد الشعر أشعر الجسد آدم أى أسمر البشرة أفطس يخضب بالسواد كما كان من أحد الناس بصرا وإشتغل في برى السهام وصناعة القسي وهذا عمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي وحياة الصيد والغزو، فكان من أمهر الرماة.

وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم ويتعرف على الدنيا من خلال معرفة الحجاج الوافدين إلى مكة المكرمة في أيام الحج، ومواسمها المتباينة الأهداف والمتنوعة الغايات ولما بدأت الدعوة الإسلامية كان من السابقين إلى الإسلام كما أسلفنا.

وجاء في سبب إسلامه أنه رأى رؤيا تحثه على الإسلام فعن إبنته عائشة أنه قال رأَيت في المنام قبل أَن أُسلم كأَني في ظلمة لا أَبصر شيئا إِذ أَضاء لي قمر فإتبعته فكأَني أَنظر إِلى من سبقني إِلى ذلك القمر فأَنظر إِلى زيد بن حارثة وإِلى علي بن أبي طالب وإِلي أَبي بكر الصديق وكأَني أَسألهم متى إنتهيتم إِلى هاهنا قالوا الساعة وبلغني أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إِلى الإِسلام مستخفيا فلقيته في شعب أَجياد وقد صلى العصر فأَسلمت فما تقدمني أَحد إِلا هم.

وكانت أم سعد وهي حمنة بنت سفيان بن أُمية وكانت إبنة عم أبي سفيان بن حرب معارضة لإسلامه حيث لما علمت بإسلامه هددته أنها لن تاكل وتشرب حتى تموت لكى تجعله يرجع عن الإسلام فرفض سعد ذلك وأصر على الإسلام ويقول سعد رضي الله عنه وكنت رجلا بارا بأَمي فلما أَسلمت قالت يا سعد ما هذا الدين الذى أَحدثت لتدعن دينك هذا أَو لا آكل ولا أشرب حتى أَموت فتعير بي فقال لها لا تفعلي يا أُمه فإِني لا أَدع ديني فمكثت يوما وليلة لا تأَكل فأَصبحت وقد جهدت فقال لها سعد واللّه لو كانت لك أَلف نفس.

فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشئ فلما رأَت ذلك أَكلت وشربت فأَنزل اللّه هذه الآية في سورة لقمان {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

وفضلا عن ذلك كان سعد رضي الله عنه من أوائل من أراقوا دما في سبيل الله حيث كان المسلمون في مكة إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب وإستخفوا بصلاتهم من قومهم فبينما كان سعد رضي الله عنه في نفر من المسلمين في أحد شعاب مكة إذ ظهر عليهم نفر من قريش فناكروهم وعابوا عليهم دينهم فإقتتلوا فضرب سعد رجلا بلحيِ جمل فشجه فكان هذا من أول الدماء التي أُهرقت في الإسلام .

شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص
شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص

هجرة سعد بن أبي وقاص وبداية جهاده في سبيل الله

وبعد بيعة العقبة الثانية بين النبي صلى الله عليه وسلم والأنصار والتي بموجبها بدأت هجرة المسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة كان سعد رضي الله عنه من المهاجرين الأوائل إلى المدينة وكانت هجرته قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم فعن البراء بن عازب الأنصارى رضي الله عنه قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وإبن أم مكتوم رضي الله عنهما وكانا يقرئان الناس القرآن الكريم ويعلمونهم فرائض الإسلام ثم قدم بلال بن رباح وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعا ثم قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وكانت هجرة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى المدينة مع أخيه عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه ونزلا في منزل لأخيهما عتبة بن أبي وقاص.

كان قد بناه في ديار بني عمرو بن عوف حيث كان عتبة قد أصاب دما بمكة فهرب ونزل في بني عمرو بن عوف وكان ذلك قبل البعثة النبوية بعدة سنوات وفي شهر شوال عام 1 هجرية على رأس ثمانية أشهر من الهجرة أخرج النبي صلى الله عليه وسلم سرية كان على رأسها الصحابي عبيدة بن الحارث رضي الله عنه وسميت سرية رابغ وكانت ثاني السرايا التي أرسلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى بطن رابغ من المدينة المنورة وعقد له لواء أبيض كان الذي حمله مسطح بن أثاثة وكان تعداد السرية ستين رجلا من المهاجرين ليس فيهم أنصارى واحد.

وكان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ضمن هؤلاء الرجال ولقي عبيدة بن الحارث أبا سفيان بن حرب وهو في مائتين من أصحابه وهو على ماء يقال له أحياء من بطن رابغ على عشرة أميال من الجحفة وهي موضع بين مكة المدينة ومكة المكرمة وكان بينهم الرمي ولم يسلوا السيوف ولم يصطفوا للقتال وإنما كانت بينهم المناوشة إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمي يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام ثم إنصرف الفريقان وفي الشهر التالي ذى القعدة عام 1 هجرية وعلى رأس تسعة أشهر من الهجرة.

أخرج النبي صلى الله عليه وسلم سرية أخرى كان على رأسها الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وسميت سرية الخرار وهو موضع يقع بين الجحفة ومكة وكانت ثالث السرايا التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة وعقد له لواء أبيض حمله المقداد بن عمرو رضي الله عنه وضمت هذه السرية عشرين رجلا من المهاجرين بهدف إعتراض عير لقريش وعهد إليه أن لا يجاوز الخرار ويقول سعد رضي الله عنه فخرجنا على أقدامنا فكنا نكمن في النهار ونسير في الليل حتى وصلنا الخرار فوجدنا العير قد مرت قبل يوم من وصولنا فإنصرفنا عائدين إلى المدينة المنورة.

وفي شهر رمضان عام 2 هجرية شهد سعد غزوة بدر وقبل الغزوة أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في بداية المعركة مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ونفر من أصحابه إلى ماء بدر ليأتوا له بالأخبار عن جيش قريش فوجدوا غلامين لقريش يستقيان للجيش فأتوا بهما إلى النبي وهو يصلي فسألوهما فقالا نحن سقاة قريش بعثونا لنسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما فقالا نحن لأبي سفيان فتركوهما وركع النبي وسجد سجدتين ثم سلم فقال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما صدقا والله إنهما لقريش.

وقال لهما أخبراني عن جيش قريش فقالا هم وراء هذا الكثيب الذى ترى بالعدوة القصوى فقال لهما كم القوم قالا كثير فقال ما عدتهم قالا لا ندرى فقال كم ينحرون كل يوم قالا يوما تسعا ويوما عشرا فقال النبي القوم ما بين التسعمائة والألف ثم قال لهما فمن فيهم من أشراف قريش فذكرا عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وأمية بن خلف وأبا البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدى بن نوفل وزمعة بن الأسود والنضر بن الحارث بن كلدة ونبيه بن الحجاج ومنبه بن الحجاج وسهيل بن عمرو فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه قائلا هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها .

سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص

جهاد سعد بن أبي وقاص مع النبي وحتى وفاته

ولما إلتقى الجمعان كان الصحابي سعد بن أبي وقاص ممن أبلوا بلاءا حسنا ويقول الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن ذلك لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال وقُتِل أخوه عمير في غزوة بدر وقتل أيضا سعيد بن العاص وكان من صناديد الكفر وأخذ سيفه.

وكان يسمى ذا الكتيفَة فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أخذ السيف فقال له النبي إذهب فإطرحه في القبض فعاد سعد فلم يلبث حتى نزلت سورة الأنفال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذهب فخذ سيفك وروى أن سعدا قد أسر أسيرين يوم بدر وفي يوم أحد في شهر شوال عام 3 هجرية أبلى سعد رضي الله عنه بلاءا حسنا يوذاك ووقف يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن إنكشف جيش المسلمين نتيجة مخالفة الرماة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونزولهم من مواقعهم لجمع الغنائم وأخذ سعد يسدد سهامه نحو المشركين.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له إرم سعد فداك أبي وأمي وقيل إنه قد رمى في ذلك اليوم ألف سهم وبعد أحد شهد سعد رضي الله عنه غزوة الخندق أو الأحزاب في شهر شوال عام 5 هجرية وغزوة بني قريظة في شهر ذى القعدة من العام نفسه وفي شهر ذى القعدة عام 6 هجرية شهد بيعة الرضوان وصلح الحديبية وفي شهر المحرم عام 7 هجرية شهد غزوة خيبر وفي شهر ذى القعدة من نفس العام شهد عمرة القضاء ثم في شهر رمضان عام 8 هجرية شهد فتح مكة وكانت معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث.

وفي شهر شوال من نفس العام شهد غزوة حنين ثم حصار الطائف في شهر ذى القعدة من نفس العام وفي شهر رجب عام 9 هجرية شهد غزوة تبوك أو غزوة العسرة وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد حجة الوداع في أواخر عام 10 هجرية وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين 12 من شهر ربيع الأول عام 11 هجرية وهو عنه راض .

بداية حروب الردة
بداية حروب الردة

تولى أبي بكر الصديق الخلافة وبداية حروب الردة

وبعد تولى الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة وأطلت فتنة الردة برأسها حيث إرتدت بعض القبائل عن الإسلام بالكلية وعادت لعبادة الأصنام ومنعت بعض القبائل الزكاة ورفضت الخضوع لسلطة الخليفة بالمدينة المنورة ولم يثبت على الإسلام إلا مكة والمدينة والطائف وأصبح المسلمون وسط بحر هائج متلاطم من أمواج الردة وقد ألهم الله تعالى الخليفة العظيم أبا بكر الصديق رأيا سديدا في قتال المرتدين فهو لم يقبل كما رأى بعض الصحابة الأخيار بأن لا يقاتل من منعوا الزكاة طالما ظلوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويؤدون الصلاة.

بل أصر على ضرورة الخضوع الكامل لعاصمة الإسلام المدينة المنورة وأن يقيموا فرائض الإسلام بالكامل قائلا أينقص الدين وأنا حي أينقص الدين وأبو بكر حي والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ولما تعرضت المدينة المنورة للخطر بعد ورود أنباء عن تحفز بعض القبائل التي تسكن حول المدينة المنورة لشن هجوم واسعٍ عليها وتدمير القاعدة المركزية للدين الإسلامي.

حيث قام طُليحة بن خويلد الأسدى بنشر أتباعه حول المدينة فأقام بعضهم في ذى القصة شرق المدينة وأقام بنو مرة بالأبرق في منازل بني ذبيان وكان بنو عبس وبكر يقفون إلى جانب هؤلاء المرتدين ثم أرسلوا وفودا منهم إلى المدينة المنورة ليفاوضوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه على أساس أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة.

وإطلعوا في غضون ذلك على الوضع الداخلي في المدينة المنورة مما دفع أبا بكر إلى تنبيه المسلمين كي يأخذوا حذرهم وعاد وفود أهل الردة إلى معسكرهم بعد أن رفض أبو بكر طلبهم فيما يختص بالزكاة فأخذوا يشجعون قومهم على غزو المدينة بعد أن لمسوا قلة الجند فيها وإمكانية دخولها حيث كان الخليفة العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد صمم على خروج جيش أُسامة بن زيد رضي الله عنه.

تنفيذا لتوصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل وفاته فخلت المدينة المنورة من الجند إلا من عدد قليل من المهاجرين والأنصار لكن الخليفة العظيم أبا بكر الصديق الصديق رضي الله عنه كان مستعدا لأى هجوم قد يشنه أهل الردة على المدينة المنورة فأخذ يقوى دفاعاتها.

وعهد إلى الصحابة الكرام علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم جميعا بحراسة الطرق الجبلية المحيطة بها فكانوا يبيتون مع رجالهم خارج المدينة إستعدادا وتأهبا لأى هجوم مفاجئ على المدينة كما أمر كل من يستطيع حمل السلاح بالمبيت في المسجد النبوى وهو على تعبئة ومعه سلاحه .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب وأي نسخ أو تعديل أو تضمين للمقال يتم من خلال الكاتب / أ. طارق بدراوي .

انتظرونا في الحلقات القادمة مع أحداث جديدة من حياة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من سلسلة الشخصيات الإسلامية العظيمة، نتعرف معا عن قرب عليها ونلقي الضوء على جوانب حياتية ومعلومات قيمة لا يعرفها الكثيرون فتابعونا ،،
شارك الخبر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *