![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة السادسة 5 شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد – الحلقة السادسة](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/06/1_20240605_133434_٠٠٠٠.png)
خالد بن الوليد يقوم بتعبئة جيش المسلمين في اليرموك بعد توليه القيادة. كان قادة جيوش المسلمين في اليرموك يعرفون مدى قدره خالد بن الوليد ومدى فطنته من الناحية العسكرية فتركوا له مهمة إعادة تعبئة جيش المسلمين حيث كان خالد بارعا في عمل التعبئة المناسبة لكل معركة بعد معاينته لميدان المعركة وتقصي أخبار تعبئة الجيش المواجه له ووجد خالد أن أنسب تشكيل قتالي يخوض به المعركة المرتقبة مع الروم.
هو الكراديس مع إنشاء وحدة خيالة متنقلة سريعة تكون مهمتها دعم أى قسم من الجيش يحدث به تراجع تحت ضغط جيش الروم مع تكوين وحدة خيالة إحتياطية للتدخل في القتال عند الحاجة ومن ثم جعل ربع جيش المسلمين من الخيالة وكانوا حوالي 10 آلاف فارس ق وقسم الجيش إلي ميمنة جعل عليها عمرو بن العاص وميسرة جعل عليها يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وقلب جعل عليه أبا عبيدة بن الجراح.
وتولى هو قيادة الفرسان مع ضرار بن الأزور وقسم كل قسم إلى كراديس أى كتائب كل كتيبة ألف مقاتل وعلى أن تنقسم كل منها أيضا إلى ميمنة وميسرة وقلب وجعل على كل كردوس أمير من أهل بدر أو من أمهر فرسان المسلمين فكان من أمراء الكراديس الزبير بن العوام وعياض بن غنم وعكرمة بن أبي جهل وخالد بن سعيد بن العاص وسهيل بن عمرو وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وصفوان بن أمية وحبيب بن مسلمة الفهري وعبد الله بن قيس رضي الله عنهم جميعا.
وتولي هو قيادة فرقة الخيالة المتحركة بنفسه وكان ضرار بن الأزور ينوب عنه في قيادة هذه الوحدة المتنقلة في حال إنشغال خالد في الأعمال القتالية في المعركة كما كلف خالد بن الوليد قيس بن هبيرة بقيادة فرقة خيالة تكون كفرقة إحتياطية للتدخل في حال أي تراجع ممكن لأى قسم من أقسام الجيش وجعل خالد بن الوليد رضي الله عنه لكل قسم من أقسام الجيش مجموعة من الإستطلاع بحيث يتم مراقبة أرض المعركة كاملة وكان خط الجبهة يمتد على طول 18 كيلو مترا بحيث يتجه المسلمون غربا في مواجهة الروم.
وكان إلى الجنوب إلى يمين الجيش الرومي يمر نهر اليرموك وشمالا على بعد أميال بإتجاه الجنوب الغربي هناك طرف وادي يسمي وادى الرقاد.
خالد بن الوليد: الإعداد المعنوى لجيش المسلمين
![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة السادسة 16 الإعداد المعنوى لجيش المسلمين](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/06/2_20240605_133252_٠٠٠١.png)
ولم يغفل خالد بن الوليد الإعداد المعنوى للجيش حيث كلف المقداد بن عمرو بقراءة سورة القتال وهي سورة الأنفال بصوت عال وسط الجنود كما كلف أبا سفيان بن حرب يومها بأن يكون داعية الجيش بحيث يسير وسط الجند يثير حماستهم وينادى بأعلى صوت قائلا الله الله عباد الله إنصروا الله ينصركم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك يانصر الله إقترب.
كما كانت زوجته هند بنت عتبة قائدة النساء الذين أمرهن خالد بن الوليد رضي الله عنه بالوقوف خلف الجيش وهن يمسكن أعمدة الخيام فإذا رأين أحد الجنود يفر من المعركة فعليهن بضرب أرجل فرسه لكي يعود إلى المعركة مرة أخرى ومما يذكر أن خالد بن الوليد كان يتفقد خيام الجند أثناء الليل فإذا وجد الجند يصلون ويقرأون القرآن ويبتهلون إلى الله بأن يمنح المسلمين النصر كان يقول لهم من هنا يأتي النصر وإذا وجد الجند يلهون ويمزحون.
يقول لهم معاتبا من هنا يأتي الضعف والوهن إتقوا الله في المسلمين ولا تفضحونا ولا تجعلوا الروم يأتوننا من خلالكم وقبل قيام المعركة بساعات قليلة كان يتفقد الجند فسمع أحدهم يقول ما أكثر الروم وما أقل المسلمين فإلتفت إليه قائلا بل قل ما أكثر المسلمين وما أقل الروم فنحن لا ننتصر بكثرة العدد والعدة بل ننتصر بإيماننا وما النصر إلا من عند الله ووالله إنى وددت أن يضاعف لنا الروم العدد وأن يبرأ الأشقر من وجعه يقصد أن يبرأ فرسه وكان إسمه الأشقر من وجع أصابه بأقدامه.
والمعنى أن المسلمين لا يهمهم كثرة أعداد الروم ما داموا متمسكين بحبل الله وبإيمانهم بأن النصر من عند الله .
![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة السادسة 17 احداث اليوم الأول من معركة اليرموك](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/06/2_20240605_133434_٠٠٠١.png)
معركة اليرموك وأحداث اليوم الأول منها
وقد دامت معركة اليرموك ستة أيام كان المسلمون فيها يردون هجمات الروم في الأربعة أيام الأولي من المعركة حيث كان قائد المسلمين خالد بن الوليد يستخدم وحدة الخيالة المتحركة السريعة التي يقودها بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر حيث يكون جيش المسلمين في تراجع تحت ضغط الروم ويعود كل من الجانبين في نهاية النهار إلى صفوفه الأولية قبل القتال أو إلى معسكراته وكانت خسائر الروم خلال هذه الأيام أكبر من خسائر جيش المسلمين.
وفي اليوم الخامس لم يحدث الشئ الكثير بعد رفض خالد بن الوليد رضي الله عنه هدنة ثلاثة أيام التي عرضها الروم بقوله المشهور لرسول الروم نحن مستعجلون لإنهاء عملنا هذا وفي اليوم السادس تحولت إستراتيجية خالد من الدفاع إلى الهجوم وتمكن بعبقريته الفذة من شن الهجوم المجازف المباغت على الروم وإستخدام الأسلوب العسكري الفريد من نوعه آنذاك وهو الإستفادة الصحيحة من إمكانيات وحدة الفرسان سريعة التنقل ليحول الهزيمة الموشكة للمسلمين إلى نصر مؤزر لهم.
وتعالوا بنا نستعرض أحداث هذه الأيام الستة ففي اليوم الأول وكان يوم 15 أغسطس عام 636م ومع حلول الفجر إصطف كلا الجيشين للقتال يفصلهما أقل من ميل واحد وقبل أن يبدأ القتال في هذا اليوم إتجه جرجة أحد قادة جيش الروم في فرقة الوسط الأيمن في الجيش البيزنطي إلى جيش المسلمين ودخل في الإسلام وقتل شهيدا في نفس اليوم محاربا إلى جانب المسلمين وكانت البداية بإرسال البيزنطيين أبطالهم مع المبارزين المسلمين في قتال ثنائي.
وكان المبارزون المسلمون مدربين بشكل خاص على السيوف والرماح لقتل أكبر عدد ممكن من قادة العدو من أجل تثبيط عزيمتهم وفي منتصف النهار وبعد خسارة عدد من القادة في القتال الثنائي أمر قائد الروم ماهان بهجوم محدود من ثلث قوات جيشه من المشاة لكي يمكنه تقدير قوة المسلمين وإذا ما أمكنه إحداث ثغرة في أي منطقة ضعيفة في صفوف المسلمين لكي يقوم الروم بالضغط عليها.
وإحداث أكبر قدر من الخسائر بها مما سيكون له أثر سئ علي معنويات المسلمين وقد إفتقد الهجوم البيزنطي إلى الإصرار حيث لم يكن الكثير من جنود الجيش الإمبراطوري الرومي معتادين على القتال ولم يتمكنوا من ممارسة الضغط على الجنود المسلمين المحنكين وكان القتال بصورة عامة متوازن ومتكافئ بالرغم من أنه في بعض الأماكن كان شديدا ولم يقم ماهان بدعم مشاته المتقدمين بالفرسان وبحلول الغروب كسر كلا الجيشين خطوط التماس بينهما وعاد كل منهما إلي مخيمه إستعدادا للقتال في اليوم التالي .