![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة الثالثة 5 شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد – الحلقة الثالثة](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/05/1_20240518_154504_٠٠٠٠.png)
إنتظار خالد وصول عياض بن غنم للحيرة، وإنتظر خالد بن الوليد رضي الله عنه في الحيرة حوالي ثلاثة شهور من شهر ربيع الأول حتي شهر جمادى الآخرة عام 12 هجرية دون قتال قضاها في تنظيم شؤونها والدعوة إلى الإسلام وحشد ما يمكن حشده من الجند من القبائل التي دخلت في الإسلام بعد فتح الحيرة تدعيما لجيش المسلمين.
وقام خالد بتشكيل حامية من أبرع فرسان المسلمين على رأسهم المثنى بن حارثة الشيباني الذى كان حتى فتح الحيرة قائدا لمقدمة جيش المسلمين كانت مهمتها تأمين الطرق التي تربط بين الحيرة وكتسفون أو المدائن ورصد أى تحركات مضادة من جانب الفرس من اجل إستعادة الحيرة وطرد المسلمين منها كما أنه كان ينتظر وصول عياض بن غنم الفهرى رضي الله عنه.
والذى كان قد كلفه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بفتح دومة الجندل ثم عليه دخول العراق من شماله قاصدا الحيرة فتوجه إلى دومة الجندل وحاصرها ولكنها إستعصت عليه لشدة بأس الجيش الفارسي بها ولشدة الحصون والقلاع الموجودة في هذه المنطقة ثم جاءت قبائل العرب الموالية للفرس فحاصرته والتي كان منها قبائل كلب وبهراء وغسان وتنوخ والضجاعم.
ولما بلغت خالد هذه الأخبار بعد أن راسله عياض وطلب منه العون فإستخلف نائبه القعقاع بن عمرو التميمي علي الحيرة وتقدم هو ليقوم بعمل عياض .
فتح الأنبار وعين التمر ودومة الجندل
وتحرك خالد شمالا وبدأ بفتح حصن الأنبار شمالي الحيرة لكي يؤمن قاعدته بها وقد سميت هذه المعركة بذات العيون لأن جيش خالد فقأ فيها عيون ألف من مقاتلي الأنبار حيث وجدهم أهل الحصن يقفون عليه مكشوفين لرماته فأصدر أوامره برشقهم بالسهام وكان فتح هذا الحصن في شهر رجب عام 12 هجرية ثم تقدم خالد بن الوليد إلى عين التمر ليؤمن مؤخرته وهو في طريقه لدومة الجندل.
وإنتصر فيها على الجيوش الفارسية المتحدة مع الجيوش العربية بقيادة عقة بن أبي عقة ونذكر أن خالد إنتصر على الجيش العربي أولا في منطقة تسمى الرمالية قبل أن يتقدم لعين التمر ثم تقدم وفتح حصن التمر وأسر عقة بن أبي عقة لما رآه أمام جيشه يخطب فيهم فهجم عليه بنفسه وحمله حملا وعاد به لجيشه وتم ضرب عنقه.
وبذلك طهر خالد مساحة كبيرة من الأرض من أى حصون فارسية أو عربية موالية للفرس وبذلك أمن جيشه من أى إحتمال لتطويقه وحصاره لضربه في مؤخرته أو في مجنبتيه وهكذا كان يفعل عبقرى الحرب خالد ين الوليد دائما خلال حملته في العراق حيث كان حريص كل الحرص على توفير عنصر الأمن لجيشه أثناء أى تحرك له ومن ثم فمن عين التمر تعمق شمالا في الصحراء.
![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة الثالثة 16 خالد بن الوليد رضي الله عنه الحلقه الثالثه](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/05/2_20240518_154506_٠٠٠١.png)
وهو في أمان تام حتى وصل إلى دومة الجندل لمساعدة عياض بن غنم في فتح حصنها الأمر الذى تحقق له حيث إنتصر علي القبائل التي كانت تحاصر عياض بن غنم إنتصارا حاسما ثم أخذ طريقه للعودة إلى الحيرة مصطحبا معه عياض وجنوده .
فتح الحصيد والخنافس والمصيخ والثني والزميل
وفي أثناء وجود خالد في دومة الجندل تجمعت الجيوش الفارسية في الحصيد والخنافس شمالي الحيرة فأرسل القعقاع بن عمرو التميمي نائب خالد علي الحيرة جيشين إليهما لمقابلة جيوش الفرس فلما وصل خالد بن الوليد إلى عين التمر إتخذها مقرا له وأرسل حيشين آخرين لمساعدة الجيشين اللذين أرسلهما القعقاع بن عمرو إلى الحصيد والخنافس وحقق جيش المسلمين النصر في الحصيد وجمع الكثير من الغنائم.
وكان ذلك في شهر شعبان عام 12 هجرية وعندما علم الجيش الفارسي في الخنافس بهزيمة الفرس في الحصيد القريبة جدا منهم إنسحب من الخنافس وتم للمسلمين فتحها دون قتال ثم تواعد خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وأبو ليلى بن فدكي السعدي على فتح المصيخ القريبة أيضا من الحصيد والخنافس وقد تم ذلك للمسلمين في شهر شعبان عام 12 هجرية أيضا.
ثم تقدم خالد بن الوليد من المصيخ إلى شمال العراق حيث الثني والزميل وإنتصر المسلمون في موقعة الثَني أيضا بعد أن حاصروها من ثلاث جهات وكانت المعركة معركة ليلية ثم تقدم في الليلة نفسها إلى موقعة الزميل وتم فتحها أيضا ولم يفلت من الثني أو الزميل أحد من الفرس والعرب المشركين والنصارى في هذين المكانين وكان هذا كله في شهر شعبان عام 12 هجرية.
![شخصيات إسلامية: خالد بن الوليد - الحلقة الثالثة 17 معركة الفراض](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/05/1_20240518_154618_٠٠٠٠.png)
معركة الفراض
وبعد أن أنهي خالد هذه المرحلة تقدم من الزميل إلى الرباط ولكنه وجد أن الرباط قد خلت من سكانها عندما علموا بهزيمة الثني والزميل وكانت أرض الرباط تقع في أقصى شمال العراق وكانت أرض رومية تقع في الحدود الرومية وليس في بلاد فارس وكانت تبعد عن الحيرة بمسافة أكثر من 800 كيلو متر ثم عاد خالد بن الوليد من الرباط إلى الفراض وهي يشمال العراق وكانت تمثل آخر حدود الإمبراطورية الفارسية مع الروم.