شخصيات إسلامية: أبو عبيدة بن الجراح – الحلقة الثانية

شخصيات إسلامية: أبو عبيدة بن الجراح – الحلقة الثانية

أبو عبيدة وعمر وأبو بكر في إجتماع سقيفة بني ساعدة
ولما وصل أبو عبيدة، وعمر، وأبو بكر إلى سقيفة بني ساعدة، أراد عمر أن يبدأ بالكلام، فأسكته أبو بكر قائلا “رويدا حتى أتكلم” ثم تكلم بكل ما أراد أن يقول عمر، وبدأ أبو بكر كلمته فحمد الله وأثنى عليه ثم قال “إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، رسولا إلى خلقه وشهيدا على أمته، ليعبدوا الله ويوحدوه. وهم يعبدون من دونه آلهة شتى، ويزعمون أنها لهم عنده شافعة ولهم نافعة، وإنما هي من حجر منحوت وخشب منجور”.

ثم قرأ من سورة يونس {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وقال أيضا في سورة الزُمر {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.

فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم، فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه، والإيمان به، والمواساة له، والصبر معه، على شدة أذى قومهم لهم، وتكذيبهم إياهم، وكل الناس لهم مخالف فلم يستوحشوا لقلة عددهم، وشنف الناس لهم وإجماع قومهم عليهم فهم أول من عبد الله في الأرض.

وآمن بالله، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أولياؤه وعشيرته٠، وأحق الناس بهذا الأمر، من عبيده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم، أنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين، ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام، رضا الله بكم أنصارا لدينه، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وجعل إليكم هجرته، وفيكم جلة أزواجه، وأصحابه فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم. 

فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء، لا تفتانون بمشورة، ولا تقضى دونكم الأمور، وكان من الطبيعي، أن يحتج المهاجرون على كلام سيد الخزرج “سعد بن عبادة” ولذا كان ما قاله أبو بكر رضي الله عنه، ولما سمع الأنصار كلام أبي بكر قالوا منا أمير ومنكم أمير، ولن نرضى بدون هذا أبدا فقال سعد بن عبادة هذا أول الوهن، وقام الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصارى الخزرجي السلمي ويكنى أبا عمر، وكان يقال له ذو الرأى.

فقال “يا معشر الأنصار، إملكوا عليكم أمركم، فإن الناس في فيئكم وفي ظلكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم، ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم، أنتم أهل العز والثروة، وأولو العدة، والمنعة والتجربة ذوو البأس، والنجدة، وإنما ينظر الناس إلى ما تصنعون، ولا تختلفوا، فيفسد رأيكم، وينتقض عليكم أمركم أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنهم أمير”

فرد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الحباب قائلا “هيهات لا يجتمع إثنان في قرن ووالله لا ترضى العرب، أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها، من كانت النبوة فيهم وولي أمرهم فيهم، ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة، والسلطان المبين، من ذا ينازعنا سلطان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإمارته ونحن أولياؤه، وعشيرته إلا مدل بباطل، أو متجانف لإثم، أو متورط في هلكة”.

فقام الحباب بن المنذر فقال “يا معشر الأنصار إملكوا على أيديكم، ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، فإن أبوا عليكم ما سألتموه، فأجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم، هذه الأمور فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين”.

ونلاحظ هنا أن الحباب قد لج في الخصومة، وإستعمل في خطبته ألفاظا شديدة، وحرض الأنصار على إجلاء المهاجرين من المدينة، إذا لم يولوهم الخلافة، وتوعدهم بالشر لذلك قال له عمر محتدا إذن يقتلك الله فقال الحباب بل إياك يقتلك وهنا قال “أبو عبيدة بن الجراح” رضي الله عنه “يا معشر الأنصار إنكم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من غير وبدل .

(أبو عبيدة)  مبايعة أبى بكر الصديق
(أبو عبيدة)
مبايعة أبى بكر الصديق

مبايعة أبي بكر الصديق بالخلافة

وعندئذ قام بشير بن سعد الأنصارى “فقال يا معشر الأنصار، إنا والله كنا أولى فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا، وطاعة نبينا، والكدح لأنفسنا، فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك، ألا إن محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش، وقومه به أحق، وأولى وأيم الله، لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا فإتقوا الله، ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم”.

فأراد أبو بكر بحكمته أن يضع حدا لهذا الخلاف، خشية إستحكامه فرشح للخلافة إثنين من المهاجرين، قائلا هذا عمر، وهذا أبو عبيدة، فأيهما شئتم فبايعوا، فقالا لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك، فإنك أفضل المهاجرين، وثاني إثنين إذ هما في الغار، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

على الصلاة والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا ينبغي له أن يتقدمك ،أو يتولى هذا الأمر عليك أبسط يدك، نبايعك فلما ذهبا ليبايعاه، سبقهما إليه بشير بن سعد الأنصارى رضي الله عنه، فبايعه فكان بذلك أول من بايع أبا بكر، وتبعه عمر، علما منه بمكانته، وإعترافا بفضله.

ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد، وعمر رضي الله عنهما، وما تدعو إليه قريش، وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة، قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير رضي الله عنه، الذى كان قد أصبح سيدا للأوس، بعد إستشهاد سعد بن معاذ رضي الله عنه بعد غزوة الخندق، وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان أحد المشهود لهم بالعقل، وأحد النقباء قوموا إلى أبي بكر فبايعوه.

ثم أقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب، وأقبلت قبيلة أسلم بجماعاتها حتى تضايقت بهم السكك، فبايعوا فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه “يقول ما هو إلا أن رأيت أسلم٠، فأيقنت بالنصر” وكاد الناس من شدة الزحام يطأون سعد بن عبادة الذى كان يومئذ مريضا، كما أسلفنا وكان لا يستطيع النهوض، وحدثت بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشادة.

وأخيرا حمل سعد، وأدخل في داره وترك أياما ثم بعث إليه أن أقبل فبايع فقد بايع الناس، وبايع قومك، فقال “وأيم الله لا أفعل حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدى وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي وأيم الله لو أن الجن إجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي”.

وكان هذا ما أجاب به سعد بن عبادة من دعوته إلى مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بعد أن علم أن البيعة قد تمت ولكن ماذا يفيد إمتناعه عن البيعة وليس له أنصار، ولا أغلبية لقد طمع في الخلافة، وظن أن قومه سيقاومون ويتمسكون به إلى آخر رمق من حياتهم، إنه توعد وهدد بمفرده لذلك لم يكترث به أحد فتركوه وشأنه، فلما علم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

بما قال سعد قال له عمر رضي الله عنه “لا تدعه حتى يبايع” فقال له بشير بن سعد الأنصارى رضي الله عنه “إنه قد لج وأبى وليس بمبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته فإتركوه فليس تركه بضاركم إنما هو رجل واحد”.

وهكذا كان لهذا الصحابي الجليل بشير بن سعد الأنصارى رضي الله عنه، دور مشهود في حسم أمر مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة، وتوحيد كلمة المسلمين، سواء المهاجرين أو الأنصار على خليفة وقائد واحد إرتضوه جميعا.

وإلتفوا حوله متوحدين حوله ومساندين ومناصرين له ومدافعين عنه من أجل نصرة الإسلام والمسلمين، ونشر دين الله الحنيف في شتى بقاع الأرض في وقت حرج للغاية مطلوب فيه التوحد لا الفرقة والإنقسام وذلك بعد فجيعة المسلمين في وفاة نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

(أبو عبيدة)  أبو عبيدة بن الجراح وبداية فتوحات بلاد الشام
(أبو عبيدة)
أبو عبيدة بن الجراح وبداية فتوحات بلاد الشام

أبو عبيدة بن الجراح وبداية فتوحات بلاد الشام

وبعد أن قرر الخليفة العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، البدء في فتوحات بلاد العراق والشام في بداية عام 12 هجرية، وبعد أن إستكملت التجهيزات، وتمت الإستعدادات اللازمة. عين الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قادة الجيوش التي قرر أن يرسلها إلى الشام، وهي الجيش الأول بقيادة يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه، وأردف أبو بكر رضي الله عنه، ربيعة بن الأسود بن عامر مددا له، فأضحى عدد قواته سبعة آلاف مقاتل. 

وحدد له طريق الزحف، وهو وادى القرى تبوك الجابية دمشق، وإنطلق هذا الجيش، في يوم “23 رجب عام 12 هجرية” الموافق يوم 3 أكتوبر عام 633م سالكا الطريق المحدد له، والجيشُ الثاني بقيادة شرحبيل بن حسنة وهدفه بصرى عاصمة حوران بجنوب سوريا، وتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل، على أن يسلك طريق معان الكرك مأدبا البلقاء بصرى.

وخرج هذا الجيش من المدينة المنورة في يوم “27 رجب عام 12 هجرية” الموافق “7 أكتوبر عام 633م” والجيشُ الثالث بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وهدفه حمص وتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل، على أن يسلك طريق وادى القرى الحجر ذات المنار زيراء مآب الجابية حمص.

وخرج إلى وجهته في يوم “7 شعبان عام 12 هجرية” الموافق يوم “17 أكتوبر عام 633م” والجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهدفه فلسطين وتراوح عدده بين ستة وسبعة آلاف مقاتل، على أن يسلك طريق البحر الأحمر حتى العقبة، فوادى القرى فالبحر الميت، وصولا إلى بيت المقدس.

وخرج من المدينة في يوم “3 من شهر المحرم عام 13 هجرية” الموافق يوم “10 مارس عام 634م” وقام الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بإعداد جيش خامس بقيادة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، وأبقاه في المدينة كقوة إحتياطية، وبلغ عدده نحو ستة آلاف مقاتل، وأوصى الخليفة أبو بكر رضي الله عنه قادة الجيوش باللين مع الجنود.

وعدم تحميلهم ما يفوق طاقتهم للمحافظة على قدراتهم القتالية، وألا يستبد كل منهم برأيه، وأن يشاور كل منهم مرؤوسيه، وأركان حربه من ذوى الفطنة والخبرة العسكرية، للوصول إلى القرارات السليمة، وبأن يؤمنوا لهم العدل، ويبعدون عنهم الشر، والظلم في وقت السلم، كي يلازموهم في وقت الحرب وعدم الفرار عند لقاء العدو، لأن ذلك يغضب الله، وعدم جواز قتل الأولاد والشيوخ والأطفال والنساء والعزل أو حرق الزرع وقطع الأشجار ونقض العهود والخسة والغدر وذلك لكسب قلوب سكان المناطق المفتوحة.

وتأليف قلوبهم وعدم التعرض للبطاركة والرهبان، والنساك، والمتصوفين، في الأديرة والصوامع والكنائس، على أن يخير المشركون والنصارى الموالون للروم بين القتال أو الإسلام، أو الجزية، ومما يذكر أن الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه، قد لجأ إلى خيار تسيير عدد أربعة جيوش إلى بلاد الشام، ولا يجمعها في جيش واحد، حتي تتفتت قوة جيوش الروم الذين يملكون جيوشا جرارة بأعداد كبيرة، من الأرمن والروم البيزنطيين، والعرب الموالين لهم.

ويمتلكون أيضا أحدث أسلحة عصرهم وبعد الخروج من المدينة المنورة، توجه كل جيش من الجيوش الأربعة الأولى، كل إلى الجهة المحددة له، وخاض كل منها عدة معارك ضد جيوش الروم المتمركزة في بلاد الشام، لكن لم يستطع أي جيش منها أن يحقق نصرا حاسما ضد الروم .

(أبو عبيدة)  تعبئة هرقل لجيوش الروم بالشام
(أبو عبيدة)
تعبئة هرقل لجيوش الروم بالشام

تعبئة هرقل لجيوش الروم بالشام وتحرج موقف جيوش المسلمين

وكان هرقل إمبراطور الروم قد وضع خطة عسكرية لمواجهة المسلمين على أثر إنتشار الجيوش الإسلامية الأربعة في أجزاء من الشام، تقوم على عدد من الأُسس أهمها ضرورة ضرب الجيوش الإسلامية منفردة، وذلك عبر تراجع الروم البيزنطيين، وفق خطة تكتيكية محكمة، والتخلي للمسلمين عن مناطق الحدود الشمالية لشبه الجزيرة العربية، ثم تتجمع وحدات الجيش الأول في فلسطين بعد تعزيزها بقيادة تذارق شقيق هرقل لمواجهة جيش عمرو بن العاص.

وعلى الجانب الآخر تتجمع وحدات الجيش الثاني في أنطاكية، بقيادة وردان أمير حمص ثم يزحف الجيش الثاني من أنطاكية إلى حمص ويباشر القتال مع كل جيش من الجيوش الإسلامية الثلاثة، بشكل منفرد بحيث يستدرج كل جيش منها إلى القتال على حدة، فيهزمه ثم يميل إلى الآخر وهكذا، إلى أن ينتهي منها جميعا مستخدما أُسلوب المناورة بالخطوط الداخلية، وبناءا على ذلك تراجع البيزنطيون بسرعة من أمام المسلمين، متخلين عن الأراضي المتاخمة لشبه الجزيرة العربية ثم إستجمعوا قواهم في أنطاكية وفلسطين، إستعدادا للتصدى للمسلمين.

وهكذا نشأت أمام المسلمين حالة جديدة لم يكونوا يتوقعونها، وإزداد الموقف العسكرى وضوحا بعد إستعدادات البيزنطيين وحشدهم الجند، ووقف القادة المسلمون في الشام على هذه التعبئة البيزنطية، فتشاوروا فيما بينهم وإستقر الرأى على إقتراحٍ قدمهُ عمرو بن العاص، ويقضي بإجتماع الجيوش الإسلامية في مكان واحد، وقضت الخطة بالجلاء بأقصى سرعة ممكنة عن المناطق التي فتحوها في الداخل إذ أن المهم في الحرب ليس السيطرة على العواصم والبلدان بل القضاء على جيوش العدو وسحق مقاومتها.

وقضت الخطة أيضا التراجع حتى جوار بصرى مع تجنب الإشتباك بالعدو والدخول معه في معركة غير متكافئة، على أن يتم تنظيم المرحلة التالية من العمليات فيما بعد، وتنفيذًا لهذه الخطة سار أبو عبيدة بن الجراح، بإتجاه بصرى وإنسحب يزيد من غوطة دمشق، ورفع الحصار عنها، وإنسحب شرحبيل رافعا الحصار عن بصرى، وإجتمعت الجيوش الثلاثة في جوار بصرى في حين أخذ عمرو بن العاص ينسحب تدريجيا بمحاذاة الضفة الغربية لنهر الأُردن.

ليتصل بزملائه بعد تنفيذ إجراءات التراجع والتجمع في جوار بصرى، وكتب أبو عبيدة رسالةً إلى أبي بكر الصديق يعلمهُ بقرار القادة ويطلب موافقته عليه، وفعلا وافق أبو بكر على هذا القرار وأدرك في الوقت نفسه، حرج موقف المسلمين على الجبهة الشامية وأنهم بحاجة إلى قيادة عسكرية.

فذَّة تخرجهم من هذا الوضع الحرج قيادة عسكرية تتمتع بفكر عسكرى عبقرى قيادة عسكرية قادرة على حشد وتعبئة جيوش المسلمين، بالأسلوب الأمثل لإدارة المعارك المرتقبة مع الروم، وبإختصار فإن هذه القيادة لن يجدها إلا في خالد بن الوليد، الذى كانت قد إنتشرت أخبار إنتصاراته على الفُرس في العراق، وإخضاعه حوض نهر الفرات من أقصى الجنوب وحتى أقصى الشمال. 

وكل الأراضي غرب نهر دجلة لسلطان المسلمين فإستشار أصحابه من أهل الشورى فوافقوه وقال قولته الشهيرة والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد وكتب إليه وهو بالعراق يأمره بالمسير إلى الشام في نصف الجيش وأن يترك النصف الآخر تحت قيادة المثنى بن حارثة الشيباني .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب وأي نسخ أو تعديل أو تضمين للمقال يتم من خلال الكاتب / أ. طارق بدراوي .

انتظرونا في الحلقات القادمة مع أحداث جديدة من حياة الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من سلسلة الشخصيات الإسلامية العظيمة، نتعرف معا عن قرب عليها ونلقي الضوء على جوانب حياتية ومعلومات قيمة لا يعرفها الكثيرون فتابعونا ،،
شارك الخبر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *