فتاوى الصائمين: 10 فتاوى مهمة للصائم
نقدم لكم مجموعة مختارة من فتاوى الصائمين التي تتعلق بشهر رمضان وترتبط به إرتباطاً وثيقاً؛ ننقل لكم عبر موقع الحكاية طائفة من فتاوى الصائمين يجيب عنها علماء تابعون لدار الإفتاء المصرية، ومن فتاوى الصائمين تلك؛ ما يتعلق بحكم دفع زكاة الفطر لذوي القربى لاسيما إن كانوا من أخوة المزكّي، ومن فتاوى الصائمين كذلك ما يتعلق بحكم الجماع في نهار رمضان وكفارته، ومسائل فقهية يجيب عنها علماء الأزهر الشريف مثل حكم إستعمال العطور والكحل في الصيام وغيرها… كذلك ننقل لكم فتاوى بشأن إستخدام الحُقن بكل أنواعها، وإستعمال قطرة العين، و الأنف والمراهم، أثناء الصيام.
فتاوى الصائمين: حكم دفع زكاة الفطر إلى ذوي القربى
قال تعالى في محكم آياته:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
لقد حددت الآيات القرآنية الكريمة مصارف الزكاة الثمانية وهي على النحو التالي…
- الفقراء
- المساكين
- العاملين عليها
- المؤلفة قلوبهم
- في الرقاب
- الغارمين
- في سبيل الله
- ابن السبيل
ونص الفقهاء على أن المزكّي لايدفع زكاته إلى أصله وإن علا، أو إلى فرعه وإن سفل، أو إلى زوجته، وذلك لأن المنافع بينهم متصلة، وتجب عليه نفقتهم؛ ويجوز له أن يدفع الزكاة إلى من سوى هؤلاء من قرابته كإخوته، وأخواته، وأعمامه، وعماته، وأخواله، وخالاته، وأولاد كلٍ إذا كانوا من الفقراء، بل إن دفع الزكاة إليهم يكون أولى؛ لما في ذلك من صلة رحم مع الصدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:
«إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَة وَصِلَة» رواه أحمد وغيره.
والله سبحانه وتعالى أعلم فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
فتاوى الصائمين: كفارة الجماع في نهار رمضان
لقد نهى الله عز وجل عن الجماع في نهار رمضان وجعله كبيرة من الكبائر التي تستوجب الإستغفار والتوبة كما تلزمها الكفارة ولقد حددت الشريعة الإسلامية كفارة الجماع في نهار رمضان أنه يجب على الزوجين القضاء، بينما يجب على الزوج وحده صيام شهرين متتابعين عن كل يوم تعدى فيه على حدود الله بالجماع في نهار رمضان، فإن عجز عن التكفير عن كلها أو بعضها بالصيام أطعم عنه ستين مسكيناً من أوسط ما يطعم منه أهله، فقد ورد في الحديث الصحيح أن أحد الصحابة جاء يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وقع بأهله في نهار رمضان فقد ورد حكمه صلى الله عليه وسلم بالكفارة عليه وحده، ولم يخبره بكفارة على امرأته، فلم يجب على المرأة الإ القضاء فقط، لأن الرجل المجامع يفطر بالجماع فعليه الكفارة العظمى؛ وأما المرأة المجامعة فإنها تفطر بدخول شيء في فرجها قبل أن تصل إلى حد الجماع الشرعي فلا كفارة عظمى عليها.
والله سبحانه وتعالى أعلم
المفتي/ فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد .
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يكره في حق الصائم أيضاً القُبلة بين الزوجين لمن تحرك شهوته ولايأمن على نفسه لأنها قد تثير الشهوة وتجره إلى فساد الصوم والوقوع في إثم كبير وهو الجماع في نهار رمضان.
قال تعالى:”﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالۡـَٰٔنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ”
حكم الإستحمام واستعمال العطور والبخور والكحل في نهار رمضان
يتساءل كثير من الصائمين عن ما إذا كان الإستحمام في نهار رمضان يفطر أم لا… ويجيب عن هذا السؤال فضيلة الاستاذ الدكتور علي جمعة محمد قائلاً: إن الإستحمام في نهار رمضان غير مفسد للصيام، لكن مع مراعاة عدم المبالغة في المضمضة والإستنشاق، والله سبحانه وتعالى أعلم
كما أشار العلماء إلى أن إستعمال الكحل والحناء والتطيب لايفطر الصائم، ولكن من الأحوط والأفضل، أن تؤخر المرأة الكحل إلى الليل، وكذلك العطور إذا كان فيها البخور لايتسعطه (أي يدخله في أنفه أو يستنشقه) الصائم أو الصائمة في أنفه، لأنه يفطر عند جمع من العلماء إذا تسعطه، وكذلك أنواع البخور المسحوقة التي ربما تطير في الدماغ إذا تم إستنشاقها، ولكن إذا تم إستعمال الطيب للثياب فلا بأس.
حكم من احتلم في نهار رمضان
إن ديننا الإسلامي دين يسير وقد يعتري الصائم أثناء صومه بعض السقطات التي لادخل له بها كالنسيان، أو الخطأ أو النوم ، ومن رحمة الله تعالى بخلقه أنه رفع عن أمة الإسلام إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، فقد يحتلم الصائم أثناء نومه في نهار رمضان، ويبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القلم قد رُفع عن النائم في قوله الشريف:
«رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه أبو داود.
ومن هذا الحديث الشريف يتضح أن النائم مرفوع عنه القلم ؛ فلا يؤاخذ بما يحدث له أثناء نومه، وكذلك الصائم الذي احتلم أثناء صومه في نهار رمضان، فلا إثم عليه ولا قضاء عليه وصومه صحيح، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
المفتي/ فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة رقم الفتوى: 3519
حكم التداوي بالحقن في نهار رمضان
يتساءل الصائمون أيضاً هل العلاج بأخذ الحقن بكل أنواعها يفطر في نهار رمضان سواء الوريدية أو العضلية أو التي تؤخذ أسفل الجلد أو حتى الحقن المغذية؛ والجواب المعلن من دار الإفتاء المصرية كان على النحو التالي….
أن الحقن في العضل أو الوريد لاتفطر الصائم إذا أخذها في أي موضع من مواضع ظاهر البدن، سواء كانت للتداوي أو التخدير أو التغذية؛ لأن شرط نقض الصوم هو أن يصل الداخل إلى جوف الصائم من منفذ طبيعي مفتوح ظاهر حساً، والمادة التي يحقن بها لا تصل إلى الجوف أصلاً، وحتى إن وصلت فإنها لا تدخل من منفذ طبيعي فوصولها إلى الجسم عن طريق المسام لا ينقض الصوم. وماتصل إليه ليس جوفاً ولا في حكم الجوف، لأن تلك المسام ليست منفذاً منفتحاً لاعرفاً ولا عادة، ومثل الحقنة أسفل الجلد الحقنة في العروق التي ليست في الشرايين والحقنة التي في الشرايين، فكلاهما لايصل منه شيء إلى الجوف والفرق الوحيد أن الحقنة التي في الشرايين تكون في الدورة الدموية لذلك لايعطيها إلا الطبيب، ولكن مجمل القول ؛ أن الحقنة بجميع أنواعها المتقدمة لا تفطر. أ ه
والله سبحانه وتعالى أعلم.
حكم إستعمال قطرة العين للصائم
كثيراً مايضطر الصائم إلى إستعمال قطرة العين أثناء نهار رمضان والسؤال هنا هل قطرة العين تفسد الصيام؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم في فتوى رقم 2437 من دار الإفتاء المصرية والجواب على النحو التالي….
أن ليس كل ما دخل الجسم يعد مفطراً ، لأن الجوف عند الفقهاء عبار عن: المعدة ، والأمعاء، والمثانة على إختلاف بينهم في أمرها- وباطن الدماغ، فإذا دخل المفطر إلى أي عضو منها من منفذ مفتوح ظاهر حساً، فإنه يكون مفسداً للصوم .
وعلى هذا فإن القطرة التي توضع في العين لاتفسد الصوم مطلقاً ؛ سواء وصلت إلى الحلق أو لم تصل، لأن العين ليست منفذاً مفتوحاً وما يدخل منها لا يصل إلى الجوف، والله تعالى أعلم.
حكم استعمال الحقنة الشرجية أثناء الصيام
هناك فئة من الصائمين ممن يعانون من الإمساك المزمن أو غير ذلك من الأمراض يكونون في شدة الإحتياج إلى إستعمال الحقنة الشرجية في نهار رمضان ويتساءلون إذا كانت تفسد الصيام أم لا؟!!
لقد أفتى الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم نيابة عن دار الإفتاء المصرية بأن إستخدام الحقنة الشرجية في نهار رمضان لاتؤثر في صحة الصوم لأنها لا تصل إلى الجوف المعتبر شرعاً، رقم الفتوى 7542
حكم إستخدام قطرة الأنف للصائم
هنا يختلف الأمر تماماً ؛ في قطرة الأنف تصل مادتها إلى الحلق ويرى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، أن قطرة الأنف تفسد الصيام، ويجب على من يستعملها أثناء نهار رمضان أن يقضي يومًا بدلاً من اليوم الذي إستعملها فيه لأن تأثيرها يصل إلى الحلق ومنه إلى الجوف. والله تعالى أعلم – فتوى رقم 3553
حكم أخذ حقنة الأنسولين أثناء الصوم
هناك أناس يعانون من مرض السكري ويحتاجون إلى حقنة الأنسولين في نهار رمضان ويتساءلون إذا كانت حقنة الأنسولين تفطر أم لا؟ ويجيب عن هذا السؤال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة في الفتوى رقم 2117 من دار الإفتاء المصرية على النحو التالي….
إن أخذ الحقن بشكل عام أثناء الصيام لا يفسده؛ سواء أكانت غذاءاً أو علاجاً، لأنه لايصْدُقُ على المادة المحقونة بها أنها تصل إلى الجوف عن طريق منفذٍ طبعيٍّ مفتوح، وبناءً عليه فلا حرج في أخذ حقنة الأنسولين أثناء نهار رمضان والصيام صحيح، والله سبحانه وتعالى أعلم
حكم إستخدام المراهم العلاجية في نهار رمضان
يقع كثير من الصائمين في حيرة من أمرهم بشأن إستعمال المراهم والدهانات العلاجية في نهار رمضان ، هل هي تفسد الصوم أم لا؟ ويوضح هذا التساؤل الأستاذ الدكتور شوقي ابراهيم المفتي في دار الإفتاء المصرية مجيباً…
أن مايدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهان أو المرهم ، وكذلك اللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية، وكذلك مايدخل من قسطرة أنبوب دقيق في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من أعضاء الجسم أو إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو لإجراء عملية جراحية، أيضاً قلع الضرس أو حفر السن أو تنظيف الأسنان، وكذلك إستعمال السواك وفرشاة الأسنان، والمضمضة والغرغرة مالم يصلان إلى الجوف ، جميع ماسبق ذكره لايفطر ولا يفسد صحة الصوم.
والله سبحانه وتعالى أعلم (فتوى رقم – 3269)
ويجب أن نشير هنا إلى أنه من مفسدات الصيام إجراء ” الحجامة“ وهي إخراج الدم من الجلد دون العروق، لقوله صلى الله عليه وسلم:” أفطر الحاجم والمحجوم” حديث صحيح ، رواه أبو داود وابن خزيمة وصححه الألباني.
أما عن خروج الدم عن طريق جُرح أو خلع ضرس أو الرعاف (نزيف الأنف) فلا يضر لأنه ليس من الحجامة.
كما تجدر الإشارة بنا إلى أن المبالغة في المضمضة والإستنشاق أثناء الوضوء للصلاة يكره ذلك لخشية ذهاب بعض الماء إلى جوف الصائم لقوله صلى الله عليه وسلم:” وبالغ في الإستنشاق الإ أن تكون صائماً” حديث صحيح رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني في صحيح النسائي
وهكذا…. قدمنا لكم نقلاً عن دار الإفتاء المصرية مجموعة من فتاوى الصائمين التي تشغل بال فئات كثيرة من المسلمين أفتى بها مجموعة من أفاضل الأساتذة والعلماء التابعون لجامعة الأزهر الشريف، كان من ضمن فتاوى الصائمين تلك ؛ فتاوى الصائمين فيما يخص حكم دفع زكاة الفطر إلى ذوي القربى لاسيما الأخوة والأخوات والأقارب من الدرجة الأولى، كما ذكرنا مصارف الزكاة الثمانية كما وردت في القرآن الكريم، أيضاً من فتاوى الصائمين حكم الجماع في نهار رمضان وكفارته وعلى من تقع الكفارة؟ وكذلك نقلنا لكم حكم من إحتلم في نهار رمضان وهل يجب عليه القضاء أم لا؟ كما نقلنا لكم فتاوى الصائمين بشأن إستعمال الحقن العلاجية على إختلاف ألوانها وهل هي مفطرة أم لا؟!! كما نقلنا حكم إستعمال قطرة العين وقطرة الأنف في نهار رمضان وبيّنا الفرق بين حكميْهما بأن إستعمال قطرة الأنف يستوجب القضاء بينما إستعمال قطرة العين لاقضاء فيه لأنها لاتفسد الصوم، كذلك نقلنا فتاوى الصائمين حول حكم إستعمال المراهم الدوائية والعلاج بالمنظار والقسطرة، والحجامة وغيرها من الإجراءات الطبية في نهار رمضان كما أوضحنا حكم إستعمال السواك و فرشاة الأسنان والمضمضة والغرغرة أثناء الصيام.
