أعلن مصعب هاشم، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، عن تقديم مجموعة جديدة من التسهيلات للمعتمرين من مختلف أنحاء العالم عبر منصة “نُسك“.
هذه التسهيلات تهدف إلى تسريع وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالحجوزات والسفر، لتقلص مدة الإعداد للرحلة إلى ما بين 10 أيام إلى أسبوعين كحد أقصى، بعد أن كانت تستغرق ما يصل إلى خمسة أسابيع.
منصة “نُسك” حل تقني متكامل لخدمات العمرة
تُعتبر منصة “نُسك” واحدة من الأدوات التقنية التي طورتها المملكة العربية السعودية لتقديم خدمات إلكترونية مبتكرة تسهم في تسهيل رحلة العمرة.
هذه المنصة الحكومية، التي أُطلقت في عام 2022، تأتي ضمن جهود السعودية لتحقيق رؤية 2030 الهادفة إلى تحسين تجربة ضيوف الرحمن وتقديم خدمات متكاملة وسريعة من لحظة تقديم طلب التأشيرة وحتى العودة إلى بلد المعتمر.
منصة “نُسك” تسعى إلى أتمتة كافة الخطوات اللازمة، مما يجعل تجربة العمرة أكثر سهولة وسرعة مقارنة بالسنوات الماضية.
تطوير تجربة العمرة: من المناسك إلى رحلة ثقافية متكاملة
في لقاء صحفي نظمته منصة “نُسك” في مكة المكرمة، أكد هاشم أن التوجه الجديد للهيئة السعودية للسياحة يتمحور حول تطوير تجربة العمرة لتتجاوز الجانب الديني فقط، حيث يتم حالياً العمل على إثراء برنامج العمرة بزيارات إلى مواقع ثقافية وسياحية متعددة.
صرّح هاشم قائلاً: “في الماضي، كان تركيزنا منصباً على أداء المناسك وزيارة المعالم الدينية فقط، ولكن الآن نسعى لتقديم تجربة شاملة تتضمن استكشاف المواقع الثقافية مثل حي حراء الثقافي، بالإضافة إلى تحسين وتطوير المشاعر المقدسة في منى وعرفات.
، بالإضافة إلى زيارة متحف الساعة.”
هذا التوجه الجديد يعزز من تجربة المعتمر ويتيح له الاستمتاع بمزيد من الفعاليات والأنشطة التي تعكس الثقافة السعودية الغنية.
معالجة “الموسمية” وتقديم العروض التجارية
أحد التحديات التي تواجهها السلطات السعودية في تنظيم رحلات العمرة هو ما يُعرف بـ”الموسمية”، حيث يرتفع عدد الزوار بشكل كبير خلال شهر رمضان والأشهر المقدسة، بينما يقل الطلب في الفترات الأخرى من العام.
وفي هذا السياق، أشار هاشم إلى أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع القطاع التجاري وشركات السفر حول العالم على تحسين جودة الخدمات المقدمة والتسويق لها بشكل أكثر فعالية.
كما أشار إلى وجود عروض وخصومات تجارية تهدف إلى تشجيع المزيد من المعتمرين على زيارة المملكة خلال الفترات التي يقل فيها الطلب.
إطلاق برنامج خاص بالعمرة للأطفال
ضمن إطار التسهيلات الجديدة، كشفت الهيئة السعودية للسياحة عن برنامج جديد مخصص للأطفال، سيُطلق لأول مرة في موسم الشتاء خلال شهر نوفمبر المقبل.
البرنامج يهدف إلى تقديم تجربة فريدة ومميزة للأطفال، مع تقسيمهم إلى فئات عمرية صغيرة وكبيرة، لتقديم برامج توعوية وثقافية تناسب كل فئة.
أفاد هاشم بأن العديد من العائلات، خاصة المقيمة في الخارج، تواجه تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الثقافية والدينية لأبنائها.
. لذا، نحرص على تقديم برامج تعزز الهوية الإسلامية، بجانب توفير مناطق ترفيهية للأطفال مثل الحديقة المائية في جدة والعديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى بين مكة والمدينة.”
كما ستعمل الهيئة بالتعاون مع عدد من الشركات السعودية على تصميم باقات تناسب العائلات وتجعل تجربة العمرة أكثر جذباً للأطفال.
خدمات شاملة عبر “نُسك”: التأشيرات، الحجوزات، والباقات
منصة “نُسك” تقدّم مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية التي تسهّل تجربة العمرة بشكل كبير.
من بين أبرز هذه الخدمات إصدار تأشيرات الزيارة الإلكترونية، سواء كانت تأشيرة عمرة أو زيارة، بما في ذلك تأشيرة العبور وتأشيرات المقيمين في دول الخليج.
كما توفّر المنصة إمكانية إصدار تصاريح لأداء العمرة أو الصلاة في الروضة الشريفة، إلى جانب حجز الفنادق والرحلات الجوية.
توفر “نُسك” أيضًا باقات متنوعة تناسب احتياجات مختلف الزوار، من برامج اقتصادية إلى باقات مخصصة لكبار الشخصيات، بالإضافة إلى خيارات سياحية وثقافية.
دول رائدة في عدد المعتمرين والتوسع إلى أسواق جديدة
وفيما يتعلق بالدول التي تشهد أكبر تدفق للمعتمرين، أكد هاشم أن الدول ذات الكثافة السكانية الإسلامية الكبيرة، مثل إندونيسيا، باكستان، مصر، الأردن، والهند، لا تزال تحتل المراتب الأولى من حيث عدد الزوار.
ومع ذلك، أشار إلى أن المملكة حققت تقدمًا كبيرًا في استقطاب عدد أكبر من المعتمرين من دول كانت تسجل أعداداً محدودة سابقاً، مثل أوزبكستان، التي ارتفع عدد المعتمرين القادمين منها من 30 ألفاً إلى 200 ألف معتمر بفضل التسهيلات الجديدة ورحلات الطيران المباشرة.
مستقبل العمرة: تجربة ثرية وتسهيلات لا تُضاهى
من خلال هذه الجهود والتسهيلات المستمرة، يبدو أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها في جعل العمرة تجربة أكثر شمولية وثراءً.
مع استمرار تقديم خدمات مبتكرة عبر منصة “نُسك” وتطوير برامج جديدة، يتوقع أن تزداد أعداد المعتمرين بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، مما يرسخ مكانة المملكة كوجهة دينية وسياحية عالمية.
