حققت المملكة السعودية إنتصاراً دبلوماسياً كبيراً بفوز مدينة الرياض بحق إستضافة المعرض العالمي إكسبو 2030؛ والذي تنعقد دورته كل خمس سنوات، ولقد حصدت الرياض ثلثي الأصوات من أصل 165 صوتاً؛ وفق نتائج المكتب الدولي لتنظيم المعارض، وبالتالي تفوقت على مدينتي بوسان الكورية وروما الإيطالية، ولاشك أن معرض إكسبو 2030 العالمي سيفتح آفاقاً لإستثمارات تفوق مليارات الدولارات، كذلك يجذب معرض إكسبو 2030 ملايين الزوار فهو بلا شك إنتصاراً دبلوماسياً عربياً، وتتويج لرؤية المملكة السعودية 2030.
الرياض تفوز بإستضافة معرض إكسبو 2030
إستطاعت مدينة الرياض الفوز بحق إستضافة المعرض العالمي إكسبو 2030، والذي يقام كل خمس سنوات. وتقدمت مدينة الرياض تقدماً بفرق شاسع على مدينة بوسان في كوريا الجنوبية، ومدينة روما بإيطاليا.
حيث حصدت مدينة الرياض على 119 صوتاً؛ بينما حصلت بوسان الكورية على 29صوتاً؛ في حين حصلت مدينة روما على 17 صوتاً.
وبالتالي فإن مدينة الرياض فازت بثلثي الأصوات بحسب نتائج المكتب الدولي لتنظيم المعارض.
فوز الرياض بـ إكسبو تتويج لرؤية 2030
عمت أجواء من السعادة بين أعضاء الوفد السعودي خلال إعلان نتائج التصويت بفوز الرياض بحق إستضافة إكسبو 2030.
وأعلن الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بكل فخر وإعتزاز:«أن المملكة ستقدم نسخة إستثنائية لـ إكسبو 2030».
كما أعرب عن إمتنانه وإعتزازه، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية ستركز حتماً على تحقيق أهداف التنمية المستدامة تماشياً مع تحقيق رؤية المملكة 2030.
كذاك أكد معاليه، على أن المملكة عملت جاهدة على الكثير من المبادرات، وستكرس جهودها من أجل تحقيق التعاون الدولي من خلال إستضافة إكسبو 2030.
فوز الرياض بـ إكسبو يعكس ثقة العالم بالمملكة
لاشك أن فوز مدينة الرياض بإستضافة معرض إكسبو 2030 العالمي يعكس ثقة العالم بالمملكة السعودية.
وكما ذكر عالم الإجتماع الفرنسي باتريك لوغالي؛ أن مثل تلك المعارض العالمية تعد آلة لدفع النمو وتعزيز النفوذ السياسي الدولي.
حيث ذكر لوغالي: أن تلك المعارض تثير الجدل خاصة ترشح المملكة السعودية والتي قابلها العديد من الإنتقادات أمام ذلك الترشح، ولكن السعودية تتغنى بالمناظر الطبيعية ذات المستويات العالمية، الأمر الذي يجعل المعرض لديها هو ” الأكثر إستدامة”، كما وصفه لوغالي بكونه: « أول معرض يلتزم حياداً كربونياً»..
ترشح السعودية لـ إكسبو آثار حولها الإنتقادات
على الرغم من كون السعودية بلد قاحل، وتعد من أكبر منتجي النفط في العالم وبالتالي؛ فهي أكبر مصدر من مصادر الإنبعاثات الغازية الدفيئة.
إلا أن السعودية وتماشياً مع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، إستطاعت أن تحقق توازن تلك المعادلة الصعبة وأثبتت أنها الأكثر إستدامة.
بالتالي تحدت المملكة السعودية الإنتقادات التي وجهت لها في بادئ الأمر من قبل منظمات حقوقية غير حكومية إرتكزت على نقاط ضعف السعودية وحاولت تحريض الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض بعدم التصويت للرياض للأسباب السابق ذكرها..
ولكن إنتصرت مدينة الرياض في نهاية الأمر، وفازت وعن جدارة بحق إستضافة معرض إكسبو العالمي.
إيجابيات إستضافة إكسبو 2030
إن إستضافة الدول لمثل تلك المعارض العالمية كمعرض إكسبو 2030 تسمح للبلد الفائز بحق الإستضافة في تسليط الأضواء عليه من قبل العالم بأكمله.
ويتبارز المهندسين المعماريين في إظهار تحفهم المعمارية التي تضع بلادهم في أفضل صورة أمام العالم.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر…
فإن «برج إيڤل» الشهير كان قد بني في باريس بمناسبة إقامة معرض إكسبو عام 1889.
كذلك تم بناء معلم «أتوميوم» في بروكسل عام 1958 بمناسبة إقامة معرض إكسبو العالمي.
أيضاً تم بناء« الإبرة الفضائية Space needle في سياتل بأمريكا عام 1962 على ضوء معرض إكسبو.
كما تم بناء البيوسفار في مونتريال تزامناً مع إستضافة مونتريال لإكسبو عام 1967.
كذلك تجدر الإشارة هنا أن معرض إكسبو 2020 والذي كان قد أقيم في دبي قد حقق معدل جذب للزائرين تجاوز 24مليون زائر.
مشاريع تم إنشاؤها على إثر معارض إكسبو
هذه المعارض تقام عادة لوضع عدة مشاريع تعود بالنفع على الدول التي تقام فيها؛ نذكر من ذلك…
تم إنشاء مترو باريس في عام 1900 على إثر إقامة معرض إكسبو 1900، كذلك تم إنشاء مترو مونتريال أيضاً على ضوء فعاليات معرض إكسبو لعام 1967.
معلومات حول معارض إكسبو Expo العالمية:
-تقام مثل تلك المعارض الدولية كل خمس سنوات، وتستمر لمدة 6أشهر كحد أقصى.
– أقيمت أول نسخة لمعارض إكسبو منذ عام 1851 على أرض لندن وكانت وقتها إنفتاحاً على إنجازات الثورة الصناعية التي تم عرضها من خلال المعرض.
– تعتبر المملكة السعودية ثاني دولة عربية تفوز بإستضافة معرض إكسبو العالمي، بعد دولة الإمارات الشقيقة والتي إستضافت معرض إكسبو عام 2020 في دبي.
حتى وإن كان قد تم تأجيل المعرض في دبي بسبب جائحة كورونا للعام التالي إلا أنه حقق جذباً للزوار تجاوز 24مليون زائر.
– تستقطب معارض إكسبو ملايين الزوار، وتحمل في طياتها إستثمارات بمليارات الدولارات، بالتالي تعود بالنفع على البلد التي تستضيفها.
– تعرض من خلال معارض إكسبو تطورات وإنجازات صناعية ومشاريع عمرانية كبرى نذكر منها…
أنه في عام 1876 حينما أقيم معرض إكسبو العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية قد تم عرض أول آلة كاتبة تجارية، وأول جهاز هاتف في العالم.
وفي الختام..
بلا شك فإن المملكة السعودية كما إعتادت حتماً ستفاجئ العالم وتبهره وستقدم نسخة إستثنائية لمعرض إكسبو 2030 فهي تستحق الفوز بهذه الإستضافة عن جدارة.
فهنيئاً للمملكة العربية السعودية على هذا الإنتصار الدبلوماسي العربي الكبير.