عودة المدارس ومحاذير التعلم عن بعد

عودة المدارس ومحاذير التعلم عن بعد
عودة المدارس ومحاذير التعلم عن بعد

يعتبر التعليم في الدول النامية غاية ووسيلة في آن فهو وسيلة لتحقيق الحراك الاجتماعي لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة التى تسعى كادحة أن تجد لها ولأبنائها موطأ قدم في رحلة حياة مادية قاسية أضحت الشهادة الجامعية مرفأ أمان وجواز سفرلآفاق مستقبل أسمى فترى الأسرة تقتصد في نفقاتها لتوفير البيئة المناسبة للدكتور المحتمل كما ينادى عليه بين بين أفراد أسرته وكما كتبت أخته الصغرى بخطها البريء على غرفته ويتحول البيت إلى ثكنة عسكرية الجميع يتناغم في توفير المناخ الأمثل لتفوق لطوق النجاة المنتظروالمل المرتجى الذي ضحوا من أجله بكل غال ونفيس ولك أن تتصور حال هؤلاء أن خاب سعيهم برصد جائر أو خطأ غير متعمد ولا غرو أن هذا أمل مشروع لتلك الفئة الكادحة التي تمثل السواد الأعظم من الشعوب النامية وما كان ذلك ليخفى على صائدي الرؤوس ومستغلي الآمال والرؤى في ابتزاز هؤلاء البسطاء الحالمين وقد لا يمنونهم إلا غرورا.

نظرة المجتمع الى التعليم

تختلف نظرة المجتمع للتعليم فهناك مجتمعات ترى التعليم النظامي جزءا لا يتجزأ من حياتها لكنه ينسجم في أهداف الأسرة والدولة فيتعلم الطالب منذ نعومة أظافره حب المدرسة حيث يمارس بها شتى أنواع الأنشطة التربوية والرياضية والفنية والتعليمية حيث تكون البيئة المدرسية بيئة خصبة لتشكيل وصقل مواهب طلابها حتى يكونوا لبنة في صرح حضارتها يتحقق هذا بانسيابية مدروسة بلا رهبة من فزاعة الاختبارات وضياع المستقبل نتيجة للإخفاق في اجتياز اختبار ما فترى اليوم الدراسي يسير على نفس الوتيرة المعتادة حتى قبيل الاختبار بسويعات مثل تلك المجتمعات تجعل طلابها يعيشون أجمل سني عمرهم بلا شد نفسى وضغوط قد لا تقوى أجسامهم ونفوسهم الغضة على تحمله .

ظهور التعلم عن بعد

ظهورالتعلم عن بعد كانت جائحة كرونا إيذانا بشيوع و اتساع الإقبال على التعليم عن بعد أو الافتراضي كما يسمى لكن هناك دول في منطقتنا كان لها السبق في هذا المجال حيث كان من واجبات المعلم متابعة طلابه بعد اليوم الدراسي عبر منصات تعليمية وفرتها الدولة لخدمة طلابها وقد يخضع تقييم المعلمين لديها بدرجة فاعليته وإبداعه في هذا المجال الجديد آنذاك ثم جاءت جائحة كرونا فأصبح التعلم عن بعد ضرورة حتمية لمواصلة العملية التعليمية إيجابيات التعلم الافتراضي لكل عمل إنساني جوانب إيجابية إن أراد القائمون عليه النفع والخير فقد أسهم التعليم الافتراضي في مرحلة ما قبل كرونا في الربط بين المنزل والمدرسة لضمان استمرارية أهداف العملية التعليمية وقد حقق الكثير من الأهداف كان من أهمها جاهزية تلك الكوادر على التعامل مع تلك التكنولوجيا أبان جائحة كورونا فقد أسهم التعلم عن بعد في استمرار العملية التعليمة في رسالتها فقد وفر دورات مختلفة ومتنوعة مما أسهم في اتساع مدارك الطلاب أسهم في ترسيخ طرق التقييم الحديثة التي تعتمد على الفهم لا الحفظ والتلقين اكتساب مهارات معرفية مركزة حيث تركز على الموضوع الدراسي دون الجوانب الأخرى تحقيق المساواة بين الطلبة في الإدلاء بآرائهم دون تحرج للتعلم عن بعد فائدة كبيرة للطلبة الذين يعانون من مشاكل في الكلام أو ارتباك أو خجل المرونة في طرق التدريس بما يلائم الطالب سواء أكانت مسموعة أم مرئية أم مقروءة الاستمرارية في الوصول إلى المناهج في الوقت الذي يناسب الطالب محاذير التعلم عن بعد لن أخوض باستفاضة فيما يعلم من عدم ضمان الجودة وعدم ضمان استمرارية تفاعل الطلاب وتدني عنصر المنافسة الفعالة والافتقار للحضور والتقارب الحي لكن أود أن أشير لجانب أهم نتناساه في خضم حياتنا المادية أن التعليم مهنة سامية فهي مهنة الأنبياء والرسل والمعلم أيا كان وسيلة تقديمه لعلمه يجب أن يراقب الله عز وجل فيما يفعل فمن منع علما ألجمه بلجام من نار يأتي به يوم القيامه ومن علم علما يرائي به فقد حبط عمله لهذا يجب على كل من يتصدى لتلك العملية السامية أن يتقي الله فيما يقول وما يفعل من أراد أن يعلم الناس مكارم الخلاق فليحي ضمائرهم فيجب على أولياء الأمورتوعية أولادهم وبناتهم بثوابت عاداتنا وقيمنا حتى يستشعروا الغث من الثمين . همسة لكل أولياء الأمور في ظل تلك الحرب الضروس بين مراكز الدروس الخصوصية و منصات التعليم الافتراضية أن يتقوا الله فيما استرعوه فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وكفى بالمرئ أثما أن يضيع من يعول فلا يغرنكم الأضواء الصاخبة والأسماء اللامعة بل تخيروا لعقول أبنائكم كما تتخيرون لبطونهم المتامل والمتابع عن كثب لتلك المنصات التعليمية يدرك أن الكثيرمن العاملين بها ليسوا متخصصين فيما يقدمون ويبدو ذلك جليا في ركالكة الأسلوب وضالحة المادة العلمية وطرق التدريس غير التربوية قد يسهم التعلم الافتراضي في تكريس العزلة الاجتماعية والانعزال عن الأسرة والمجتمع بعض المواد التعليمية قد تتعرض لأقوال مأثورة وحكم و أمثال ومقالات قد تتعارض مع قيمنا وعاداتنا للطالب أو الطالبة الحرية في التواصل مع المعلم أنى شاء كيفما شاء مما يشك خطورة لا تخطئها عين في نهاية مقالي أتمنى أن أكون قد دققت ناقوس الخطر في ظاهرة أراها تشكل خطرا على مستقبل أبنائنا متمنيا التوفيق والسداد لأبنائي وبناتي الأعزاء

التعليم عن بعد
التعليم عن بعد
شارك الخبر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *