![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الثانية 5 شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص – الحلقة الثانية](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/03/6_20240331_191807_٠٠٠٥.jpg)
محاولة المرتدين غزو المدينة وتصدى المسلمين لهم وهزيمتهم وبعد ثلاثة أيام وكما توقع الخليفة أغار أهل الردة على المدينة المنورة ليلا وكان المسلمون في إنتظارهم فردوهم على أعقابهم ثم تبعهم أبو بكر رضي الله عنه أثناء الليل وعلى ميمنته النعمان بن مقرن المزني وعلى ميسرته شقيقه عبد الله بن مقرن المزني وعلى الساقة أخوهما سويد بن مقرن وكان الصحابي سعد بن أبي وقاص ضمن هذا الجيش.
وفاجأهم عند الفجر لينزل بهم الهزيمة فيولون الأدبار بعد أن قتل حبال بن طليحة أحد قواد طليحة على يد الصحابي عكاشة بن محصن رضي الله عنه ونزل أبو بكر في ذى القصة وكان ذلك أول الفتح في حروب الردة ووثب بنو ذبيان وعبس على من ثبت من قومهم على الإسلام وقتلوهم إنتقاما لفشلهم في غزو المدينة فأقسم أبو بكر على قتل من كل قبيلة من المرتدين بمن قتل من المسلمين.
ثم عاد أبو بكر إلى المدينة المنورة وفي هذه الأثناء عاد جيش أُسامة بن زيد الذى كان قد صمم الخليفة أبو بكر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إخراجه تنفيذا لتوصية النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته وذلك بعد سبعين يوما من خروجه وخِلال طريقهم كانوا قد أوقعوا بقبائل من قُضاعة إرتدت عن الإسلام كما أغار أُسامة على منطقة في مؤتة وغنم غنائم كثيرة ثم خرج أبو بكر في جمعٍ من المسلمين.
بعد أن إستخلف أُسامة بن زيد وجيشه على المدينة لينال قسطا من الراحة ونزل بالأبرق حيث قاتل بني عبس وذبيان وطائفة من بني كنانة وهزمهم فإنسحبت ذبيان وبني عبس إلى البزاخة قُرب مكة وإنضمت إلى طليحة بن خويلد الأسدى.وبعد أيام عاد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المدينة المنورة وأخذ يعد العدة للقضاء على باقي حركات الردة في شبه الجزيرة العربية.
حيث حشد عدد 11 لواء ووجه كل واحد منها إلى منطقة من مناطق الردة وقبل إنتهاء العام الحادى عشر للهجرة كان المسلمون بقيادة الخليفة العظيم أبي بكر الصديق قد قضى على فتنة الردة في شبه الجزيرة العربية وبعد ذلك عين الخليفة أبو بكر الصديق الصحابي سعد رضي الله عنه على صدقات هوازن .
سعد بن أبي وقاص: بداية الفتوحات في بلاد العراق
وكان الخليفة العظيم أبو بكر الصديق قد قرر البدء في فتوحات بلاد العراق والشام وعين سيف لله المسلول عبقرى الحرب خالد بن الوليد رضي الله عنه أميرا على جيش العراق وإستطاع خالد بجيشه أن يكتسح حوض نهر الفرات من أقصى الجنوب وحتى أقصى الشمال خلال عام 12 هجرية وأضحت كل الأراضي غرب نهر دجلة في حوزة المسلمين.
![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الثانية 16 حياة الصحابي الجليل سعدبن أبي وقاص](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/03/3_20240331_191806_٠٠٠٢.jpg)
حياة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص
ثم إضطر الخليفة لسحبه ومعه نصف الجيش من جبهة العراق التي كانت مستقرة وهادئة في بداية عام 13 هجرية وتحويله إلى جبهة الشام التي تحرج فيها موقف المسلمين آنذاك وترك خالد العراق وأصبح على جيشها المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه ثم توفي الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه في شهر جمادى الآخرة عام 13 هجرية وتولى الخلافة من بعده الخليفة الراشد الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذى بدأ في تدعيم ومد جيش العراق بالجند والسلاح.
![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الثانية 17 تعيين سعد بن أبي وقاص قائدا لجيش العراق](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/03/3_20240331_191806_٠٠٠٢-1.jpg)
وإستخلف أبا عبيد بن مسعود الثقفي على أجناد العراق ولكن كانت فترة قيادته لجيش العراق فترة قصيرة حوالي ثلاثة أشهر حيث إستشهد في معركة الجسر في شهر شعبان عام 13 هجرية بعد أن خالف آراء قادته وإستجاب لإستفزاز الفرس وعبر نهر الفرات لمواجهتهم مخالفا بذلك إستراتيجية فتح العراق التي وضعها الخليفة أبو بكر الصديق منذ البداية وهي مواجهة الفرس على حدود بلادهم بحيث تكون صحراء العرب على يسار جيش المسلمين.
حتى إذا دارت الدائرة عليهم إنسحبوا نحوها لإعادة التجمع والحشد ولن يجرؤ الفرس آنذاك على تتبعهم حيث أنهم لا يعرفون مسالكها ودروبها وهي الإستراتيجية التي إلتزم بها كل من خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة من قبل وكانت هذه المعركة هي المعركة الوحيدة التي خسرها المسلمون في فتوحات بلاد العراق وفارس وبعد إستشهاد قائد جيش المسلمين أبي عبيد بن مسعود الثقفي عادت القيادة من جديد إلى المثني بن حارثة الشيباني.
![شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الثانية 18 شخصيات إسلامية: سعد بن أبي وقاص - الحلقة الثانية](https://alhekayah.com/wp-content/uploads/2024/03/6_20240331_191807_٠٠٠٥.jpg)
تعيين سعد بن أبي وقاص قائدا لجيش العراق
نتائج معركة الجسر وتعيين سعد بن أبي وقاص قائدا لجيش العراق وللأسف فقد كان من نتائج هزيمة المسلمين في معركة الجسر أن ضاعت الكثير من المكاسب التي كان قد حققها المسلمون قبلها حيث ترتب عليها أن نقض أهل الذمة في إقليم الحيرة عهودهم التي كانوا قد عاهدوا عليها المسلمين لما تم فتحها على يد خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعادوا إلى الخضوع لسلطة الفرس وأخرجوا عمال المسلمين من بين أظهرهم.
وإضطر المثتي أن ينسحب بجيش المسلمين من الحيرة إلى منطقة ذى قار قرب الكوفة وقام عمر بتكثيف حملاته التعبوية بين قبائل الردة فأرسل رسله إليها يدعوها للسير نحو بلاد فارس لغزوها فإستجابت العديد منها لندائه وتوافدت على المدينة المنورة الحشود العظيمة من مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية فدفع بها علي وجه السرعة إلى أرض العراق مددا للمثنى بن حارثة الشيباني وكان على رأسها جرير بن عبد الله البجلي وعصمة بن عبد الله الضبي وإنضموا إلى جند المثنى في البويب غربي نهر الفرات حيث قامت معركة طاحنة بين المسلمين والفرس في شهر رمضان عام 13 هجرية قادها المثنى بحنكة ومهارة.
وإنتصر فيها المسلمون ومن ناحية أخرى أرسل المثنى النقباء إلى جميع المناطق الحدودية يستفز العرب وكان من ضمنهم جموع من المسيحيين من بني النمر على رأسهم أنس بن هلال النمرى وقد آثر هؤلاء الإنضمام إلى المسلمين والقتال تحت راية واحدة ضد العجم بعد أن جمعتهم الرابطة اللغوية والقومية وفي ذلك الوقت وفي أواخر عام 13 هجرية حدث أن إنتظم شمل الفرس.
وإجتمع أمرهم على تنصيب يزدجرد الثالث ملكا عليهم وعند ذلك أدرك عمر أنه لا بد من مواجهة فاصلة مع الفرس فركب في أول يوم من شهر المحرم عام 14 هجرية وكان عازما على قيادة جيش المسلمين وغزو العراق بنفسه وإستخلف على المدينة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم عقد مجلسا لإستشارة الصحابة فيما عزم القيام به في مكان قرب المدينة على بعد ثلاثة أميال منها يسمى ماء صرار على الطريق المتجه نحو العراق.