نقضى اعمارنا باحثين عن السعادة فى طرق شتي ونتسائل هل نحن سعداء؟ ليكون السؤال الاعتيادى الأخر الذي يدخلنا فى متاهة وحيرة كبيرة لماذا نحن غير سعداء وكيف يمكننا ألا نكون؟ ذلك السؤال الذي سئمنا من طرحه و ترديده على ذواتنا ولكن أين الأجابة وكيف لنا أن نكون عاجزين عن ارتياد مكامن السعادة و ألا نبحث عنها إلا فى مناطق محظورة لا يحق لنا الاقتراب منها فلماذا نقف طويلاً عند الأبوابالمغلقة المحكومه بالمال و الثراء و النفوذ والسلطة وننتظر منها أن تُفتح تاركين تفاصيل أخري لن تكتمل السعادة إلا بها، فلا تزال فى هذه الحياة تفاصيل صغيرة ولحظات استثنائية قادرة على أن تمنحنا السعادة حقاً ، ومن هذا المنطلق توجهنا إلى مجموعة متخصصه فى هذا الصدا لينقلوا لنا تلك التفاصيل بصورة توضيحيه بسيطة و ليجيبوا على كافة التساؤلات التى تتردد على اذهاننا ، كل هذا و أكثر سنعرضه خلال هذا التقرير
عشرة عُمر لتحسين النفسية
بأمكننا أن نحظى بأجمل واسعد اللحظات بمجرد إجتماعنا مع عائلتنا و اصدقائنا ، فهناك ذكريات قد يمر عليها دهراً ولكنها لاتزال عالقه فى اذهاننا لا يسعنا نسيانها لما حملته من بهجة ومتعه وابتسامات واحيانا بكاء من شدة الفرحة، من بين تلك اللحظات التى لن انساها وستظل موجودة فى ذاكرتى وروحى إلى الابد
حينما كنت ابلغ من العمر عشرسنوات و قام والدي بأجماع كل عائلتنا للخروج فى نزهة حيث الاشجار و الازهار التى تملئ المكان والتى تريح النفس، والتى سرعا ما غمرنها بضحكاتنا و سعادتنا ، كنا نلعب ونمرح هنا و هناك ، كانت لحظات جميلة جدا و متعه لا تضاهيا متعه ولكن نفدقدها الأن، ليتنا جميعا سويا و ليتنا نجتمع ثانياً ونخرج للتنزة من جديد وتابعت بأن هناك تفاصيل صغيره بأمكانها جعل اي شخص سعيد واعتقد بأن تلك التفاصل متمثلة فى العائلة و الاصدقاء ، واشارت بأنهم هم فقط من يستطيعوا تجديد حماسك وطاقتك، هكذا روت لنا نورة ، طالبة بكلية طب الاسنان، تفاصيلها الصغيرة و لحظاتها الاستثنائية التى منحتها السعادة حقاً.
أكلة خفيفة تحسن المزاج
و انتقلنا الى د. آية طارق، أخصائية التغذية لتفسر لنا علاقة الغذاء بالحالة المزاجية والنفسية ، اخبرتنا اننا لكى نفهم تلك العلاقة لابد ان ندرك بأن الغذاء يمكنه أن يحل محل الأدوية و بل يمكن أن يكون بديلاً عنها لمواجهة الأمراض النفسية ، طالما نأكل وجبتنا اليومية بأنتظام ونحصل على العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم بكمات مناسبة مع مراعاة الموازنة بين المواد الغذائية بدون اصراف فسوف نجد تحسن فى الحالة النفسية لأن الجسد بنيان واحد ، وتابعت بأن تغيير النظام الغذائي قد يؤدى لإحداث تغيرات واضحة على الحالة النفسية
فمثلاً وجود نقص فى الدهون الحمضية أو المعادن قد تؤدي لتغيرات سلبية على الصحة النفسية بخلاف تأثير نسبة السكر بالدم يلعب دور اساسي فى ضبط المزاج والطاقة بالجسم ، ومن الجدير بالذكر بأن هناك أطعمة تؤثر على الوظائف العقلية كتناول كميات كبيرة من الكافيين تؤثر على العقل لأحداث ذلك التركيز المصاحب للعصبية فيجب أخذ هذا الامر بعين الأعتبار وتجنب الأطعمة التى تُسبب الاضرار الصحية والنفسية قدر المستطاع .
لون روحك لتحسين النفسية
هناك العديد من الطرق التى نستطيع أن نفرغ من خلالها الشحنة السلبية بأسمي صورها بدلا من تفريغها فى الاخرين و تصيد أخطائهم لأفتعال مشكلة معهم
فإذا شعرت بنوبه كبيرة من الغضب تسيطر عليك ، تمالك نفسك قدر المستطاع إلى أن تصل لورقة و قلم ولك الاختيار إما أن ترسم ما يدور فى ذهنك و”تشخبط ” وتنفس عما بداخلك وحينها سوف تتلاشي الافكار السلبية التى تسطير عليك أو تلجأ للكتابة والتعبير عما يزعجك فى سطور و بعد أن تنتهي قم بقطعها نهائياً لتهدأ من غضبك وانفعالك ، هكذا قال ، د. محمد حسين استشاري الطب النفسي، فى عجالة عن ابعاد علاج التوتر والإجهاد.
لحظات هادئه
جميعا نحتاج لتلك اللحظات فى حياتنا اليومية ، وهى التى نلتزم فيها الصمت ولا نقوم بأى حركة، فتبلغ تلك اللحظات غاية فى الاهمية لما تتضمنه من تهذيب للنفس و تهدئة للذات، ففيها يكون الدماغ فى حالة عمل واستنباط للحلول وتخيل الاحتمالات وتوفير فرصة للتعرف إلى النفس فهى أنسب الاوقات لتجلس فيها مع نفسك و تدرك ما تحب وماذا تريد حقاً وكذلك تراجع وتحاسب نفسك على ما اقترفت وتذكر بأنه ليس بالضرورة دائماً أن نستغل كل لحظة لإشغالها بأى نشاط نؤديه ، وتابعت بأنه يجب أن نضع قيود فى تلك اللحظات على أى شئ يحد من الخيال و التأمل أو يشغل العقل كالهاتف و التلفزيون وغيرهم وأن تستبدلهم بوسائل ترفيهية أخري ذات قيمة وثراء كالقراءة فهى تستطيع أن تدخلك لعالم اخر و لشعور جديد و مختلف قد يساعدك على تحسين حالتك النفسية ، هكذا نقلت لنا د. امانى ابراهيم دكتورة الطب النفسي نصائح يستطيع الفرد من خلالها تحسين حالته المزاجية للأفضل .
نظرة دافئة
عادة ما نسمع بعض العبارات من الافراد التى يُصعب على العقل استيعابها أو ربما كنت أظن ذلك حينها ، كوجود شئ معين فى هذه الحياة ذا قيمه فى عين شخص و لا يعنى أى شيء لأخر، كنت اجلس و أفكر قليلاً مع نفسي بأن دائما ما يجمع الناس ويتفق عليه هو الأصح و من المفترض أن يكون السائد فبطبيعه الحال ” الأغلبية تكسب ” ولكن مؤخرا كل هذه الافكار تلاشت وأدركت بأننا ليس بالضرورة ان نتفق على نفس الشئ و سرعان ما اختلف فكري تماما فنحن كبشر من المستحيل أن نتفق على شئ فطبيعتنا البشرية تحتم علينا ذلك ولكن ادميتنا كبشر تحثنا على أحترام الأخر و التماس العذر له
فليست الظروف والمواقف واحده ، فتجاربى التى مررت اثمرت على بضرورة تقبل الأخر بأختلافه و بأولوياته ومعتقداته التى قد تبدو فوضوية فهى حياته وتابعت ، لا أصدق ابدا كيف لشخص أن يكون مختلف عن غيره فى الفكر أو العقيدة ويكون محل سخرية واستخفاف من قبل الأخر فكيف لنا إلا نقدر الفرق و الأختلافات بين بعضنا ؟ إلى هذه الدرجة عشقنا الاعتيادية والرتابة ؟ علينا جميعا أن نرفض ذلك الانحطاط فى التفكير و تلك المحدودية فى الاستيعاب التى يقابل بها مجتمعنا أى شخص مختلف و نستوعب أن هناك بعض التفاصيل التى تمثل لشخص الكثير وليست بالضرورة تعنى للأخر ، هكذا نقلت لنا أسماء صاحبة 25 عام أحد تجاربها التى احدثت فارق معها وفتحت لها باب أخر تستمد منه سعادتها ” بالطبطبة على الغير” .
