بر الوالدين هو أقل وأبسط شيء ممكن إن يقدمه الأبناء إلي والديهم

بر الوالدين هو أقل وأبسط شيء ممكن إن يقدمه الأبناء إلي والديهم

بر الوالدين من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، إذا إن الله تعالى جعل رضاه مقرونا ببر الوالدين ورضاهما، لذلك فإن رضا الله من رضا الأم والأب، وسخطه من سخطهما، ولا يكون الإنسان بارا بوالديه. إلا إذا أدى ما لهما من حقوق وأكرمهما في الدنيا وأعانهما على هموم الحياة، ولم يسبب لهما الأذى. ولم يبادر بالعقوق في تعامله معهما، فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر عند الله تعالى، لذلك لا يدخل الجنة عاق لوالديه أبدا؛ لذلك يجب أن يحرص كل شخص على طاعة والديه ضمن حدود طاعة الله تعالى• وأن يطيعهما طالما يأمرانه بالخير. بر الوالدين وصية من وصايا الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا أوصى المسلمين أن يكونوا بارين ، وأن يكسبوا الأجر والثواب بخدمة الوالدين أو أحدهما، وقد ورد الأمر ببرّ الوالدين في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية بر الوالدين: وأهمية السعي في في خدمتهما وعدم التأفف في حضرتهما، وعدم الصراخ في وجهيهما خصوصا في كبرهما وضعفهما؛ لأنهما عندما يكبران يصابان بالضعف، ويصبح خاطرهما مكسورا من أبنائهما الذين لا يلتفتون إليهم. لذلك فإن بر الوالدين يصبح واجبا أكثر أهمية عند كبرهما- لمن حيث أنهما لا يستطيعان خدمة نفسيهما. لا يقتصر بر الوالدين في حياتهما، إنما يوجد أشكال لبرهما بعد موتهما، ومن أهم صور البر للوالدين بعد موتهما ما أوضحه الرسول -عليه الصلاة والسلام- مثل: الدعاء لهما بالرحمة والتصدق عنهما في كل وقت، وإنفاذ عهدهما وتنفيذ وصيتهما، والحفاظ على صلة الرحم المتصلة بهما بزيارة الأعمام والأخوال والأجداد، وزيارة أصدقائهما واحترامهم.ومن حكمة الله تعالى أن جعل البر متصلا إلى يوم الدين، ولا ينقطع أبدا، خصوصا إن قام الأبناء بتقديم صدقة جارية عن الوالدين، وفي هذه الحالة يكون الأجر غير مقطوع. يقول الله تعالى في محكم التنزيل: وقضى ربك ألا تعبدوا إِلا إِياه وبالوالدين إحسانا  إِما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قولا كريما.  لذلك من أراد أن ينال البركة في العمر والرزق، والسعادة في الدنيا والآخرة، فعليه أن يكون بارا بوالديه وأن يحرص على تلبية جميع احتياجتهما وتفضيلهما على نفسه كي يتعلم أبناؤه منه كيفية بر الوالدين ويبروه في كبره، ويحترموه ويقدوره، فحب الأباء والأمهات يجب أن يكون نابعا من القلب ومبنيا على أسس سليمة من التربية والأخلاق.فالوالدين هما سبب وجودنا في الحياة، والحياة بدونهما لا قيمة ولا معنى لها حيث يبذل الوالدين كل الغالي والنفيس لسعادة أبنائهما، بالإضافة إلى تلبية جميع احتياجاتهم؟

ما مفهوم بر الوالدين

يعرف بر الوالدين على إنه الطاعة المطلقة للوالدين، دون ارتكاب معصية لله وكذلك احترامهما. وإظهار الحب والود لهم. كما يعني أن يقوم الأبناء بطاعة الوالدين والإحسان إليهم: بشتى الطرق ومساعدتهما بالجهد . ويرجع ذلك إلى إن بر الوالدين فرض افترضه الله على عباده، وهذا البر هو أن ترى أثاره في الدنيا والآخرة

فضل الوالدين على الأبناء

للوالدين فضل عظيم على أبنائهم، لا يضاهيه فضل. فهما لهما الفضل الأكبر. بعد الله ورسوله. وإذا ذكرنا فضل كل من الأمر والأب، نحتاج إلى أعمار مضاعفة. للوقوف على ذكر هذا الفضل. هو فضل الأم لا يوجد إنسان على وجه الأرض، لا يعرف فضل الأم على الأبناء. وهي من تحملت ألام الحمل وهي في أوج سعادتها، وهي من تحملت ألام الولادة الصعبة. الأم هي التي سهرت الليالي في تربية الأبناء، دون كلل أو ملل. كما إنها تقوم بتلبية كل إحتياجاته، دون أن تشعر بالنقص، الأم هي الوحيدة والتي تكون بجانبك عند المرض، بل ويكون مرضها وألمها أشد منك. فهي تشعر بك قبل أن تتكلم _ كذلك الأم هي الملجأ الذي يلجأ إليه الأبناء، عندما تشتد عليهم قسوة الدنيا. ليجدوا الدفء والحب؟ الأم هي الشخص الذي يساعدك، للتعدى كل أزماتك، وهي من تقف بجانبك دون نفاق. ولا تنتظر منك شيء بالمقابل. وأيضا الأم، هي الحياة البسيطة التي لا يوجد بها أي صعوبات، هي من تمهد الطريق. ليسير الأبناء منطلقين ومسرورين• لا يجهل عاقل فضل الأب على أبنائه، بالرغم من إنه لا يتحمل فترات الحمل والولادة والرضاعة. إلا إنه يعيش كل هذه المراحل بتفاصيلها. يسعد الأب برؤية الأبناء، وهم يكبرون من حوله فهو الحصن المنيع لهم من الدنيا. وهو من يحمل عنهم همومها، الأب هو من يعمل فترات طويلة جدا، لتوفير الرعاية الممكنة للأبناء دون كلل أو شكور لأحد أو حتى راحة. وأيضاً الأب هو الشخص الذي تلجأ إليه إذا ضاقت الدنيا، لينهض هو ويواجه الدنيا بدلا عنك

بر الوالدين بعد الممات

لا يتوقف بر الوالدين، بعد ممات كل من الأب والأم، ولكن يجب أن يكون الولد أو البنت بار لهما، بعد وفاتهما. فيجب عليه أن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، والدرجات العلى. لأن دعائك سيصل إليهما، ويدخل السرور عليهما. عمل الأعمال الصالحة والقيام بفعل صدقات جارية من أجلهم، حتى يحصلوا على الثواب والأجر

بر الوالدين في الدين الإسلامي

لقد أوصى الله تعالى على البر بالوالدين، فقد جعله الله بعد عبادته مباشرة. كما يوجد في القرآن الكريم الكثير من الآيات، والتي تدعو إلى بر الوالدين ومعاملتهم معاملة طيبة. لقد جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات أي إن دخول الجنة بطاعة الأم والبر بها، والعمل على إسعادها؟ قدم الله بر الوالدين عن كل الأعمال الصالحة، وهو عمل يجازى به العبد في الدنيا والآخرة. فيرى الإنسان ثمرة بره، في الخير والبركة وصلاح الأولاد. لقد جعل الإسلام الكثير من الحقوق بالنسبة للوالدين على أبنائهم. وإعطاء الحقوق للآباء أكثر من الجهاد في سبيل الله

أهمية بر الوالدين بالنسبة للمجتمع والفرد

بر الوالدين له عظيم الأثر بالنسبة للفرد والمجتمع، أما الفرد فيحصل على السعادة اللازمة. والتوفيق في كل أمور حياته؟ يجعل الإنسان قريب من ربه ونشيط في عمله، لديه قدرة على بذل أقصى جهد ممكن. مما ينعكس ذلك بالإيجاب على المجتمع. الإنسان هو من يكون المجتمع، لذلك إذا كان هناك العديد من الأشخاص والذين يبرون بآبائهم. لا شك بأنهم أفراد صالحين في المجتمع، ولديهم القدرة على الإنتاج والإبداع• في كل مجالات الحياة

شارك الخبر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *