الهستيريا وأعرضها وأسبابها.

الهستيريا وأعرضها وأسبابها.
الهستيريا وأعرضها وأسبابها.

تعتبر الهستيريا من الاضطرابات التي احدثت صيتا كبيرا منذ القدم نظرا لتنوع تظاهراتها العيادية من جهة
و طبيعة الشخصية المفحوص من جهة أخرى. كلمة هستيريا مشتقة من اليونانية hystéria و التي تحمل
معنى الرحم . لقد اعتقد اليونانيون و المصريون القدامي بوجود عالقة بين الرحم و بين الأعراض
الهستيرية حيث الرحم خاصة عند النساء غير المتزوجات او اللواتي يفتقدن للتجارب الجنسية فانه ينتقل
عبر كل الجسم و و يهاجم مختلف الأعضاء حيث يؤدي الى اضطرابات عضوية.
اهتم العديد من المختصين ب الهستيريا من بينهم Charcot الذي اعتبرها اضطراب عصبي في حين
اعتبرها Freud اضطراب نفسي عصابي حيث سمحت له باكتشاف أسس النظرية التحليلية . حاليا فقدت
الهستيريا بريقها خاصة بعد تجزئة الدليل الاحصائي و التشخيصي لـ الاضطرابات النفسية أعراضها و
توزيعهم في فئات مرضية مختلفة.

تعريف الهستيريا:

تعتبر الهستيريا اضطرابا نفسي يشمل العديد من الأعراض النفسية و الجسدية. هذه الأخيرة تعتبر
أعراض وظيفية يغيب فيها الخلل العضوي بالإضافة الى عناصر شخصية المفحوص التي تتميز
خصائص معينة .
تعرف الهستيريا من وجهة نظر التحليل النفسي تعرفها Liermierت على أنها ” تنظيم نفسي يشير الى
نمط معين من الشخصية و عالقات معينة …بالإضافة الى تظاهرات جسدية و نفسية )يطلق عليها
بالتحويل الجسدي أو النفسي( و التي ترمز الى صراع مرتبط بالجنسية النفسية”.
اذا الهستيريا حسب هذا التعريف تشير:
-أعراض تحويلية جسدية و نفسية .
-بنية شخصية و نوع معين من العالقات التي تبنيها المفحوصة مع نفسها و مع الأخرين.
-العرض يحمل قيمة رمزية حيث يعبر عن صراع نفسي داخلي.

الجدول الاكلينيكي
الجدول الاكلينيكي

الجدول الاكلينيكي

تتميز الهستيريا كما قلنا بتنوع اعراضها العيادية بالرغم من زوال و اختفاء الأزمة الكبيرة التي كانت
تميز الهستيريا و التي تسمى ب”أزمة Charcot . ” تشمل هذه النوبة 4 مراحل رئيسة:
المرحلة 1 :
تتميز باضطراب عام و الم على مستوى المبيض ، المرئ بالإضافة الى تسارع ضربات
القلب.
المرحلة 2 :
تسمى مرحلة الصرع حيث نشاهد فقدان وعي المفحوص و سقوطها التدريجي بدون عض
للسان أو طرح للبول.
المرحلة 3 :
تسمى أيضا بمرحلة التمسرح حيث تقوم المفحوصة بمجموعة من الالتواءات مختلفة الأشكال
وضعيات مختلفة حيث يظهر و كانها تصارع ائن خيالي. يرافق هذه الالتواءات أصوات حادة.
المرحلة الرابعة و الأخيرة : نلاحظ السلوكيات الانفعالية حي تقلد المفحوصة مشاهد عنف أو مشاهد
جنسية. تنتهي هذه المرحلة باستعادة المفحوصة لوعيها و التعبير عن معاشها.
يتضمن الجدول اإلكلينيكي للهستيريا الأ عراض التالية:

الأعراض الحركية الهستيريا
الأعراض الحركية الهستيريا

-الأعراض الحركية

حيث نجد اضطرابات فقدان التوازن و التناسق الحركي )عدم القدرة على المشي و الوقوف( الدوار
الشلل الذي يكون محددا مكانيا مثل الشلل نصف سفلي، نجد أيضا التشنجات ، الألم اسفل الظهر، عدم
القدرة على تحريك الرقبة، الآم الرأس، الآم البطن…..الخ

الأعراض الحسية
الأعراض الحسية

-الأعراض الحسية

التي تشمل الحواس خاصة حاسة النظر اين يمكن ملاحظة انخفاض في الحقل البصري.
اما على مستوى حاسة السمع نجد صمم ظرفي ، احتداد السمع أو حساسية مفرطة للأصوات . يمكن أيضا
ملاحظة فقدان الصوت أو خلل في النطق. للتذكير يمكن أن نجد اضطراب في حاسة الشم و حاسة الذوق.

-الأعراض الحشوية:

حيث نلاحظ اضطراب في المسالك البولية التناسلية ، بالإضافة الى اضطرابات جنسية ) البرودة
الجنسية..الخ(، اضطراب العادة الشهرية، الفهم العقلي، التشنج المهبلي. اضطرابات التغذية تظهر من
خلل الفهم العصبي، الشراهة التي تليها التقيؤ كما نجد أيضا الوهن الذي يدفع بالمفحوصة الى توقف
نشاطاتها اليومية.
-الأعراض النفسي
ملاحظة اعراض تصيب الوظائف المعرفية مثل اضطراب في الذاكرة مثل غياب أحداث معينة في
حياة المريضة و تعويضها بذكريات خاطئة كما أن ذكرياتها تتميز بعدم الدقة و التناقض. نجد ايضا
الشرود أو الهروب التفكُكي أي الهروب المفاجئ و غير مدبر و غير منظم بعيدا عن منزلها بالإضافة الى
عدم تذكر ما حدث )عرض نادر(.
يمكن ملاحظة تبدد الشخصية أي الإحساس بالغرابة ، عدم التعرف على الذات بالإضافة الى تبدد الواقع
احساس بتغير محيط المفحوصة و تشوه الواقع. نجد أيضا اضطراب في اليقظة )انخفاض في مستوى
اليقظة(، اضطراب في بعدي الزمان و المكان…الخ
ملاحظة:
وصف Freud و المختصين في التحليل النفسي ما اطلقوا عليه de indifférence belle La«
« hystérique’l ” عدم الاهتمام الهستيريا” للتعبير عن المبالاة و عدم اكتراث المفحوصة بأعراضها و
كأن الأمر يتعلق بشخص أخر.
-تصنيف DSM5
في دسم 5 تم تجزئة الهستيريا و توزيعها على العديد من الإضطرابات حيث نجد:
-اضطرابات التحويلية في العرض الجسدي الاضطرابات ذات الصلة. هذه الإضطرابات التحويلية تتميز
باضطرابات عصبية وظيفية.
التفكك اضطرابات الهرب التفكُكي، اضطراب الهوية التفكُكي، تبدد الشخصية و تبدد الواقع ضمن اضطرابات
-اضطراب الشخصية الهستريونية تنضم الى اضطرابات الشخصية B المجموعة مع اضطراب
الشخصية المعادي للمجتمع، اضطراب الشخصية الحديّة و اضطراب الشخصية النرجسية.

التشخيص

ان تشخيص الهستيريا يتطلب تركيز كبير من طرف المختص حيث يجب عليه خاصة التأكد من الطبيعة
العضوية لأعراض الجسمية التي يقدمها المريض كما يولي اهتمام لتاريخ ظهور الأعراض ، خصائص
شخصية المريض و كذلك طبيعة العالقة التي يبنيها معه المريض ، عالقة المريض مع اعراضه…الخ .

التطور المرضي
التطور المرضي

تطور المرض

تظهر الهستيريا في اي سن و خاصة في سن المراهقة و سن الرشد. تظهر بصورة كبيرة عند المرأة
مقارنة بالرجل. الحظ الباحثون أنه بعد سن 44 سنة أو 54 سنة تنخفض الأعراض التحويلية و ترافقها
أعراض أو اضطرابات مختلفة خاصة القلق، الوهن ، التثبيط و بصورة كبيرة الاكتئاب خاصة بعد
تعرض المفحوصة الإحباطات

العاطفية ، تخلي، فقدان الدعم الاجتماعي …الخ. يكون مستوى الاكتئاب
متوقف على العوامل الخارجية و محيط المفحوصة خاصة حيث أن فقدان دعم محيط لها و التخلي عنها
بالإضافة الى تأثير العوامل الخارجية السلبية يزيد من درجة الاكتئاب الذي قد يصبح مزمن مع امكانية
المرور الى الفعل الانتحاري بصورة اندفاعية .
دور العوامل المحيطية:
تطرق العديد من المختصين الى العوامل المحيطية و الأسرية خاصة فيما يخص المفحوص الهستيري
حيث وصف عدة خصائص نذكر منها : أسر محافظة ، مفرطة في الحماية ، الوالدين ينتظرون و يتوقعون
ظهور مرض معين في الأسرة ، أسر معزولة من الناحية الجغرافية و أسر كبيرة العدد بالإضافة الى
محدودية الدخل….الخ

المريض الهستيري يتوجه بصورة كبيرة الى عيادة الأطباء العامين للكشف خاصة على الأعراض
التحويلية.
قبل أن نتطرق الى العلاج يجب التذكير أن المريض الهستيري يثير رد فعل السلبي من طرف المختصين
نظرا لخصائص الشخصية التي تميزه و بالتالي يجب على المعالج ان يحافظ على موقف حيادي ومتعاطف، اصغاء مبني على اساس التعاطف الوجداني و تقبل طلب المفحوص.

أنواع الهستيريا وتحولاتها
اعراض الهستيريا وتحولاتها

فيما يخص أعراضه التحويلية.

اقتراح فرضية نفسية المنشأ فيما يخص هذه الأعراض التحويلية و تبني خطاب منقص لقيمة العرض أو
الأعراض و خطاب ايجابي للعلاج و الشفاء.
يجب مساعدة المريض على الوعي بسلامة العضو المصاب و استعمال الإيحاء في ذلك
العلاج النفسي يهدف خاصة الى محاولة التطرق الى المعنى الرمزي لالعراض الهستيرية من خلال علاقة علاجية مع المعالج.
كما يجب الاخذ بعين الاعتبار المحيط الأسري للهستيري و دوره خاصة في الأعراض.
فيما يخص العلاج الدوائي يوصى باستعمال مضادات الاكتئاب في وجود أعراض اكتئابية.

شارك الخبر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *