التهاب الجيوب الأنفية وأهم 3طرق للعلاج

مع إقتراب فصل الشتاء يعاني مرضى التهاب الجيوب الأنفية  معاناة شديدة؛ حيث تزداد عليهم أعراض إلتهاب الجيوب الأنفية ويشعرون بعدة آلام غير محتملة مثل الصداع المزمن والحمى وربما ينتهي الأمر إلى التدخل الجراحي، وتختلف هذه الأعراض في حدتها من شخص مصاب لآخر؛ وفقاً للأسباب المؤدية للإلتهاب، والتي سوف نتعرض لها خلال هذه المقالة حيث نقدم لكم عبر موقع الحكاية أسباب إلتهاب الجيوب الأنفية والأعراض الشائعة لها وأهم 3طرق علاجية للحد من التهاب الجيوب الأنفية.

تعريف الجيوب الأنفية وأماكن تواجدها

قبل البدء في التعرف على أسباب وأعراض الجيوب الأنفية؛ يجب أولاً معرفة ماهي الجيوب الأنفية ؟ وأين تقع؟ وماهي وظيفتها؟

الجيوب الأنفية Paranasal sinuses  عبارة عن تجاويف صغيرة توجد في جدار الأنف وتعد من تراكيب الجهاز التنفسي .

يوجد لدى الإنسان أربعة أزواج من الجيوب الأنفية، وتشمل:

1.  الجيوب الأنفية العليا.
2. الجيوب الأنفية الوسطى.
3. الجيوب الأنفية السفلية.
4. الجيب الأنفي الخلفي.

التعريف بالتفصيل…

الجيب الفكي العلوي: وهو أكبر الجيوبِ الأنفية، ويقع تحت العين مباشرة وهو أشبه بالغار لذا يدعى بغار الفك العلوي.

الجيب الجبهي: يقع في عظام الجبهة فوق العينِ مباشرة و يشكل الجزء الصلب للجبهة.

الجيب الغربالي: ويقع بين الأنف والعينين ويتكون من عدة خلايا هوائية.

الجيب الوتدي: يقع في وسط قاعدة الجمجمة في العظم الوتدي أسفل الغدة النخامية.

وظيفة الجيوب الأنفية

الوظيفة الأساسية للجيوب الأنفية هي تصفية هواء الشهيق المستنشق من الأتربة والعوالق والجسيمات الدقيقة الضارة قبل أن يصل إلى الرئتين.

كما تساعد الجيوب الأنفية على ترطيب وتسخين الهواء وتكيفه مع الأجواء المحيطة بالإنسان على حسب برودة أو سخونة الجو، كما تقوم  أيضًا الجيوب الأنفية بتنقية الهواء من الشوائب والجسيمات الغريبة الموجودة في الهواء، كالغبار أوالبكتيريا أوالفيروسات. وتلعب دورًا مهماً في تعزيز حاسة الشم لدى الإنسان حيث تحتوي على خلايا حسية تستشعر و تميز بين الروائح المختلفة.

أسباب إلتهاب الجيوب الأنفية

كثيرٌ منا يعاني من إلتهاب الجيوب الأنفية  Sinusitis خاصة عند بداية موسم الشتاء وكذلك بداية موسم الصيف على حدٍ سواء، وعادةً مايكون الألم غير محتمل قد يشعر المصاب بآلام شديدة في منطقة الجبهة ومحيط العينين وحول الأنف تزداد حدته عند الإنحناء أو السجود أو الإستلقاء على الظهر،  ويلازمه شعور مؤلم بالصداع النصفي الغير محتمل.

قد يكون السبب وراء التهاب الجيوب الأنفية إما الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، أوقد تكون نتيجة التحسس ، أو التهيج الناتج عن تغيرات في الجو كبرودة الهواء ” الصقيع” أو سخونته أو إنتشار الغبار في الجو لاسيما في موسم رياح الخماسين وبداية موسم الربيع وانتشار حبوب اللقاح في الجو فقد تسبب تهيجاً شديداً لمرضى الجيوب الأنفية.

أو قد ينتج التهاب الجيوب الأنفية عن تعرض الجيوب الأنفية لإستنشاق مواد مهيجة مثل المركبات الكيميائية كمادة الكلور أو الروائح النفاذة أو غيرها من المركبات المستثيرة.

 أسباب علمية لإلتهاب الجيوب الأنفية

1. الإصابة بعدوى بكتيرية: وهنا يتطلب الأمر العلاج بإستخدام المضادات الحيوية.

2. الإصابة بعدوى فيروسية: مثل فيروس الإنفلونزا الموسمية والتي ينتج عنها أعراض مثل الزكام وسيلان الأنف وإحتقان الأنف وغيرها من الأعراض الشائعة لنزلات البرد المعروفة.

3. التحسس أو تهيج الجيوب الأنفية : قد يكون نتيجة إستثارة الجهاز التنفسي لمواد معينة مثل: الأتربة، أوإنتشارحبوب اللقاح في فصل الربيع ، أو فصيلة معينة من الفطريات.

4. التهيج الكيميائي: يمكن أن يتسبب التعرض الدائم للملوثات الكيميائية مثل الأدخنة أو انبعاثات المواد الكيميائية الضارة؛ في تهيج الجيوب الأنفية.

5. تغيرات في الضغط الجوي: يمكن أن يؤدي التعرض لتغيرات في طبقات الضغط الجوي، مثل ركوب الطائرة أو الغوص في الماء ، إلى انسداد وتهيج الجيوب الأنفية.

6. تشوهات التركيب التشريحي للجيوب الأنفية: قد يكون هناك تشوهات في تركيب الجيوب الأنفية كإعوجاج قصبةالأنف أو إنسداد الجيوب الأنفية مما يجعلها أكثر عرضة للإلتهابات المتكررة.

7.حدوث إلتهابات متكررة في الأسنان: قد يتسبب التهاب أسنان الفك العلوي في نقل الإلتهاب إلى الجيوب الأنفية فتصاب هي الأخرى بالإلتهاب .

تشخيص إلتهاب الجيوب الأنفية:

يجب أن يقوم الطبيب المعالج بتشخيص السبب المحدد لإلتهاب الجيوب الأنفية وهناك عدة إجراءات للتشخيص منها:   الفحص المجرد، أو إجراء اختبارات إضافية مثل صور الأشعة أو الفحوص المخبرية للتأكد من التشخيص السليم والوقوف على السبب المحدد لإلتهاب الجيوب الأنفية ومن ثم تحديد العلاج الملائم، وهناك الفحص بالمنظار الأنفي؛

ويعد فحص المنظار الأنفي إجراءاً آمناً عكس المتعارف عليه؛ حيث يظن البعض أن منظار الأنف يمثل خطورة، ولكنه لايشكل أي خطر بل يمكن إجراؤه في عيادة الطبيب ويكشف المنظار الأنفي عن تفاصيل دقيقة لايستطيع الفحص السريري الوصول إليها؛ إذ أنه يقف عند أماكن الإلتهابات ويعرف سببها بمنتهى الدقة ويتم إجراء المنظار الأنفي بواسطة أنبوب دقيق مرن يدخل من فتحة الأنف وفي نهاية طرفه مصدراً للضوء وآلة تصويرية في غاية الدقة.

الأعراض الشائعة لإلتهاب الجيوب الأنفية

1. احتقان الأنف : نتيجة إنسدادها بالإفرازات المخاطية فيشعر المصاب بالإحتقان وتراكم الإفرازات في منطقة الأنف، مما يصعب عليه التنفس الطبيعي من خلال الأنف.

2. سيلان الأنف: أثناء الإصابة بنزلات البرد قد يحدث إفرازات مخاطية تسيل من الأنف، وتتدرج في لونها وكثافتها فقد تكون شفافة أو متصلبة وتتحول إلى مخاط سميك مائل إلى اللون الأصفر الداكن مما يشير إلى حالة التهاب ثانوي بكتيري .

3. ألم شديد في الوجه والجبهة: وهنا قد يشعر المصاب بألم شديد أو ضغط في منطقة الوجه والجبهة خاصة عند وضع السجود أو عند الإستلقاء والإنحناء.

4. فقد حاسة الشم جزئياً أو كلياً : نتيجة إنسداد الجيوب الأنفية وتراكم الإفرازات داخلها يفقد المصاب حاسة الشم فقدان جزئي أوفقدان كامل لحاسة الشم، مما يصعب عليه التمييز بين الروائح بشكل صحيح.

5. السعال والحكة في الحلق: نتيجة إنتقال الإفرازات المتجمعة في الجيوب الأنفية إلى الحلق تتسبب في شعور بالحكة أو التهيج في الحلق ويشعر المصاب بسعال مستمر.

6. الإجهاد والتعب وإضطرابات النوم : نتيجة الآلام غير المحتملة الناجمة عن التهاب الجيوب الأنفية يشعر المصاب بحالة من الإجهاد والتعب الشديد نتيجة لصعوبة التنفس الطبيعي من مجرى الأنف ويضطر إلى التنفس من الفم، الأمر الذي يسبب جفافاً في الفم والحلق وتحدث له اضطرابات في النوم كما يلازمه شعور مستمر بالصداع النصفي الغير محتمل.

علاج التهاب الجيوب الأنفية

يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية بواسطة عدة طرق تختلف بإختلاف السبب المؤدي إلى حدوث الإلتهاب فقد يكون العلاج بإستخدام الأدوية المضادة للالتهابات ومضادات الهستامين، أوقد يستخدم الأطباء رذاذات أو بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان والمضادة للحساسية.

وهناك حالات مزمنة لإلتهاب الجيوب الأنفية طويلة الأمد ينصح فيها الأطباء بالتدخل الجراحي لتنظيف مجرى الجيوب الأنفية وتحسين التهوية وتصريف السوائل والافرازات المتراكمة.

مما سبق يتبين لنا أن علاج التهاب الجيوب الأنفية يعتمد على تحديد سبب الإتهاب وشدته.

أهم 3طرق لعلاج الجيوب الأنفية

ينحصر علاج إلتهاب الجيوب الأنفية في 3طرق علاجية رئيسية وهي:

1. العلاج الدوائي:

ويتم تحديده بناءاً على تشخيص سبب الإلتهاب ويكون العلاج الدوائي بأنواع مختلفة من المضادات وتشمل:

– مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: ومنها الإيبوبروفين أو النابروكسين، وتسهم في تخفيف الألم والتورم الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية.

– المضادات الحيوية: وتستخدم في حالة إذا كان التهاب الجيوب الأنفية ناجمًا عن عدوى بكتيرية، فهنا يصف الطبيب المعالج مضادات حيوية للقضاء على البكتيريا المسببة للإلتهاب.

– مضادات الهيستامين: وتوصف في حالة ما إذا كان التهاب الجيوب الأنفية ناجم عن التحسس والتهيج من المركبات المستثيرة والتي سبق وأن ذكرناها فيما تقدم، وتساعد مضادات الهيستامين في تخفيف الاحتقان وسيلان الأنف.

– رذاذات الأنف المزيلة للاحتقان: وتسهم في تقليل الاحتقان وتحسين التهوية الأنفية وتوسيع مجرى التنفس بالأنف.

2. علاج التهاب الجيوب الأنفية بالمنزل

– يمكن استخدام العديد من الطرق المنزلية لتخفيف حدة التهاب الجيوب الأنفية منها:

استخدام محلول ملحي موضعي لغسل الجيوب الأنفية وتطهيرها من الافرازات والجسيمات العالقة المتراكمة داخل الأنف.

– استخدام حمام البخار: عن طريق تعرض الوجه بشكل عمودي فوق وعاء به ماء ساخن وإستنشاق البخار المتصاعد والذي يسهم في منع إنسداد الأنف والتخلص من الإفرازات المتراكمة.

– يمكن استخدام الكمادات الدافئة على الوجه والأنف لتخفيف الألم والضغط في الوجه والجبهة.

3. التدخل الجراحي:

– وهو آخر إجراء قد ينتهي الأمر بالطبيب المعالج أن يضطر إليه ففي حالات إلتهاب الجيوب الأنفية المزمنة والمتأخرة؛ قد يُنصح بإجراء عملية جراحية لتنظيف وتصريف الجيوب الأنفية وتحسين مجرى التهوية الأنفية، وربما يكون ذلك بإجراء جراحة لإزالة الانتفاخات الأنفية، أو تصحيح التشوهات التشريحية في الأنف ، أو استئصال الأورام إن وجدت.

قدمنا لكم خلال هذه المقالة تفصيلاً شاملاً عن الجيوب الأنفية والأسباب التي تؤدي إلى إلتهاب الجيوب الانفية،  والأعراض الشائعة، وأهم 3طرق لعلاج إلتهاب الجيوب الأنفية؛ نرجو أن نكون قد وفقنا في نقل المعلومة الطبية بمنتهى الدقة والوضوح ونسأل الله العافية.

رائج الآن :

أهم 5 نصائح للتغذية خلال رمضان الإسهال عند الأطفال الرضع الأمراض التنفسية عند الأطفال