استقبال رمضان بين العادات والعبادات

استقبال رمضان بين العادات والعبادات
استقبال رمضان بين العادات والعبادات

من منا لا يحب أن يكون عبداً لله كما أمرنا الله عز وجل، ولكن تأخذنا الدنيا وتلهينا عن الهدف الأسمى الذي خلقنا الله من أجله في قوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ….}  >> [سورة الذاريات : الآية 56] إذاً الهدف هو عبادة الله، لذلك مع أقتراب شهر رمضان يكن لنا مع أنفسنا وقفة ونِقُبل علي الله في هذا الشهر الكريم الذي لا يأتي في العام إلا مرة واحدة. إن صيام شهر رمضان يكن تنفيذاً لأمرالله لقوله سبحانة وتعالي { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }  >> [سورة البقرة : الآية 183]

ومن هنا يبدأ كل مسلم في استقبال شهر الطاعة علي طريقته وحسب العادات والتقاليد التي نشأ وتربى عليها التي منها الصحيح ومنها الذي قد يكون خاطئاً.

العادات وطريقة الاستقبال للشهر الفضيل

بقرب قدوم الشهر يعبر الكبار والصغار عن استعدادهم لإستقبال شهر الرحمه بتجهيز الشوارع والطرقات بالزينه، ففي الماضي كان يتم تزيين الشوارع والطرقات بأوراق الزينة الملونة والفوانيس، ولكن اليوم أصبحت الزينة عصرية ومبهرة ومتنوعة،  وتزيين الشوارع لم يقتصر علي الأفراد فقط، بل تقوم حكومات بعض الدول بتزيين الشوراع وأعمدة الإنارة باشكال ورسومات مضيئة لتدخل البهجة والسرور علي المواطنين وتشعرهم بقدوم شهر الخيرات والبركات.

العبادات والإقبال على اللّه
العبادات والإقبال على اللّه

العبادات والإقبال علي اللّه

مع بداية أول ليلة من ليالي شهر الله يتوافد المصلين علي المساجد لتأدية الصلاة والقيام (التراويح) حيث تمتلئ المساجد وما حولها بالمصلين من جميع الأعمار رجال ونساء، والاطفال لهم نصيب في المشاركة كذلك، في مشهد يدخل الفرحة والسرور إلي القلب، ومن مظاهر البهجة سماع المسحراتي وتناول السحور وتأدية صلاه الفجر في المسجد. ويتقرب كل فرد إلي الله علي طريقته من تلاوه للقرآن أو ذكر الله أو مشاهدة البرامج الدينية أو قراءة الكتب والمقالات الدينيه.

دور الإعلام في الشهر الفضيل
دور الإعلام في الشهر الفضيل

دور الإعلام في شهر التوبة

يلعب الإعلام دوراً هاماً في بناء وتشكيل هوية الفرد في المجتمع، وما يقدمه الإعلام المرئي والمسموع من برامج ومسلسلات خلال شهر الصيام ، ونتذكر قديماً إلتفاف الأسرة حول الراديو إنتظاراً لسماع أذان المغرب والإستمتاع بالمسلسلات الإذاعية. كان التليفزيون قديماً يقدم أعمالاً درامية كانت في أغلبها أعمال دينيه عن شخصيات وفتوحات إسلامية رائعة فيها القدوة والعبرة والعزة ، وكذلك برامج دينية تعلم الناس أمور دينهم وتساهم في تشكيل الهوية الاسلامية للفرد. لكن يقدم الإعلام اليوم الكثير من البرامج والمسلسلات والتي تخلو تقريباً من أي أعمال دينيه تتناسب مع الشهر الكريم، والتي تعود عليها المشاهد، وما يقدمه التليفزيون من مسلسلات وبرامج دينية معدة لهذا الشهر قليلة جداً ولا تتناسب مع الأجواء الإيمانيه والإقبال الشديد، حيث يترك المشاهد ليستقيها من مصادر آخرى.

الأسرة في رمضان
الأسرة في رمضان

 حال الأسرة والأهل والأصدقاء مع حلول شهر رمضان

إلتفاف جميع أفراد الأسرة حول مائدة الإفطار من أهم وأعظم مظاهر شهر البركة والذي قد لا نراه إلا في هذا الشهر العظيم نظراً لضغوط الحياه. وكذلك الإفطار في بيت العائلة ومع الأهل وأبنائهم، وتبادل العزائم بين العائلات من الأقارب والأصدقاء، مع تقديم أشهى الأكلات علي مائدة الإفطار، وأيضاً أشهي الحلويات التي لا تقدم إلا في هذا الشهر. وندرك جميعاً صعوبة هذا اليوم لأسباب عديدة منها تفكك العائلة وصعوبات الحياه وعلاوة علي ذلك غلاء المعيشة وتدني الدخل مما أدى إلي إنغلاق بعض الأسر علي نفسها، فأفقدتنا أجواء من الألفة والحب والتقارب.

 ما أعددنا لأنفسنا ووعدنا الله من خير في شهر رمضان :

جميعنا يعلم أن شهر البركة والخيرات يمضي مسرعاً  فلعلنا أن نغتنم منه قدر إستطاعتنا من صلاة و تلاوه للقرآن وذكر حتي نفوز بالرحمه والمغفرة والعتق من النار في هذا الشهر الكريم،

ليكفر به الله سيئات وخطايانا فهو شهر:

– عبادة الله:  لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ….}  >> [سورة الذاريات : الآية 56].

– تلاوة القرأن: القراءة والتدبر في الآيات والمعاني لقول الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}  >> [سورة البقرة : الآية 185].

– العفو والصفح: لقول الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}  >> [سورة النور : الآية 22].

– الفوز بالعفو: لقول الرسول () :  [ ……. ، أتاني جبريلُ ، فقال : رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين ،……] >> (أخرجه البزار والطبراني والشجري )

– قيام الليل: وهو من أفضل الطاعات لله وجزاءه لمن قامه ايماناً واحتساباً أن يغفر الله له ذنوبه لقول الرسول عن ابي هريرة أن الرسول () قال :  [مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ] >> (رواه البخاري ومسلم). وليس للقيام في شهر الإنابة حد أو عدد محدود من الركعات لقول النبي (): [مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة واحدة توتر له ما قد صلى] >> (رواه أحمد)

– قيام ليلة القدر: هذه الليلة المباركة {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}  >> [سورة القدر : الآية 3] و عن ابي هريرة أن الرسول () قال :  [مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ]  >> (رواه البخاري ومسلم)

شارك الخبر

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *