النفط على صفيح ساخن: ضعف الدولار ومناورات أوبك يحركان مشهد
ارتفاع أسعار النفط وضعف الدولار وترقب قرارات “أوبك+” يهيمنان على المشهد
شهدت أسواق النفط انتعاشًا ملحوظًا وسط ضعف الدولار وترقب الأسواق لنتائج اجتماع تحالف “أوبك” المقبل.
حيث تتجه الأنظار إلى القرارات التي ستحدد ملامح السياسة الإنتاجية للمرحلة القادمة.
انتعاش أسعار النفط وسط تراجع الدولار
عادت أسعار النفط إلى الصعود بعد خسائر شهدتها الأسبوع الماضي.
سجل خام “برنت” مستويات قريبة من 72 دولارًا للبرميل، بينما تجاوز خام “غرب تكساس الوسيط” حاجز 68 دولارًا.
جاء هذا الارتفاع متأثرًا بانخفاض قيمة الدولار الأميركي، الذي سجل أول تراجع أسبوعي له منذ سبتمبر.
مما جعل السلع المقومة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.
الصين تعيد إشعال الأمل في الأسواق
على الجانب الاقتصادي، قدمت الصين إشارات مشجعة تعزز من التفاؤل في أسواق النفط.
سجل نشاط المصانع الصينية نموًا للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر، مما يشير إلى تعافٍ تدريجي في الاقتصاد الصيني، أكبر مستورد عالمي للنفط الخام.
يعود هذا التحسن إلى حزمة من الإجراءات التحفيزية التي أعلنتها بكين في سبتمبر، والتي تستهدف إنعاش الطلب المحلي ودعم القطاعات الصناعية.
ترقب قرارات “أوبك+”: ما الذي ينتظره السوق؟
قرر تحالف “أوبك+” تأجيل اجتماعه لمدة أربعة أيام، ما أثار تكهنات واسعة حول الخطوات التي سيعتمدها للتحكم في مسار الإنتاج.
يُتوقع أن يواصل التحالف تقليص الإنتاج أو تأجيل أي زيادات مخطط لها، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين دعم الأسعار ومنع خسارة حصته السوقية لصالح المنتجين الآخرين.
ورغم ذلك، تواجه “أوبك+” تحديات كبيرة، إذ إن السوق تعاني من حالة عدم يقين نتيجة التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وروسيا، إضافة إلى استمرار حالة التباطؤ الاقتصادي العالمي، مما يضع التحالف أمام اختبارات صعبة.
تقلبات السوق في ظل ظروف معقدة
منذ منتصف أكتوبر، ظلت أسعار النفط تتحرك في نطاق ضيق، متأثرة بعوامل عديدة. التوترات في الشرق الأوسط وروسيا ساهمت في تعزيز المخاوف بشأن استقرار الإمدادات.
في الولايات المتحدة، تعزز التكهنات بعودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة حالة الغموض السياسي، مما ينعكس على الأسواق.
في المقابل، لا تزال التوقعات الاقتصادية القاتمة في الصين تضغط على الطلب العالمي للنفط، بالرغم من التحسن الأخير في قطاع التصنيع.
تصريحات الخبراء توقعات حذرة
وصف وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في “آي إن جي”، الوضع الحالي بقوله: “أسعار النفط ما زالت عالقة ضمن نطاق ضيق بسبب حالة عدم اليقين التي تسبق اجتماع أوبك+”.
وأضاف: “السوق قد لا تحتاج إلى إمدادات إضافية في العام المقبل، لكن التحدي الأساسي للتحالف يكمن في إيجاد التوازن بين دعم الأسعار والحفاظ على الحصة السوقية”.
الخلاصة: مستقبل النفط في الميزان
مع اقتراب اجتماع “أوبك+”، تبقى أسواق النفط تحت تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة.
مع الارتفاع الأخير في الأسعار يوفر بعض الدعم المؤقت، لكن التحالف يواجه معضلة الحفاظ على الاستقرار وسط ضغوط متزايدة.
القرارات المقبلة سوف تحمل تأثيرات بعيدة المدى على مسار الأسعار والسياسات الإنتاجية في السوق العالمية.
إرسال التعليق