غلاء الأسعار وعزوف الشباب عن الزواج

غلاء الأسعار وعزوف الشباب عن الزواج
الشبكة

من الملاحظ في الفترة الأخيرة في مجتمعنا مع الإنفتاح الثقافي واندماج المجتمعات وتفكك الأسر تزايد عزوف الشباب عن الزواج ولزوم حالة العزوبية وهذا الأمر له مساوئ وآثار سلبية على الفرد والمجتمع، ولعزوف الشاب عن الزواج واستمراره على العزوبية مفاسد كثيرة من أخطرها تعرضه للفتن والفواحش وانتشار العنوسة وعدم استقراره النفسي ويعيش حالة من الفوضى واللامسؤولية. فتراه يصبح ويمسي وليس له هم إلا البطالة واللهث وراء نزواته واتباع خطوات الشيطان فالإعراض عن الزواج سبب قوي لإنتشار المنكرات واختلال الأمن الاجتماعي

مشكلة عائلات

قال “عمر عصام” إن حل هذه المشكلة يكون لدى أهل الفتاة في التساهل والتسامح والاستغناء عن الأشياء الغير ضرورية.

وأوضح “أحمد الديب” أن يكون هناك عدم إجبار على الشاب أن يأتي بهذه الأشياء وعدد جرامات معينة للذهب، ونقوم الاستغناء عن الأشياء الغير ضرورية.

وأضاف “معتز مجدي” طالب بكلية الإعلام، أن الذهب ليس شيء أساسي للزواج لانه غير مقدس مثلما يحدث فقط مجرد خاتم سوف يتم الزواج به، وغلاء الأسعار فهذا شيء من الدولة لا دخل لشخص فيه، ولكن يجب أن تتساهل الأهالي فيه على قدر المستطاع.

وقال “محمود حسن” مهندس مساحة، أن رأيي كشاب لا يضر ولا ينفع، ولكني مقتنع دائما “أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها” على قدر المستطاع يجب أن أسعى لأحصل على ما أريد لأن ذلك واقع حتمي لا مفر منه.

وذكر “محمد أحمد” إن كثير من الناس أكدوا أن أرزاقهم قد تضاعفت بعد خطبتهم أو زواجهم وزاد أكثر عندما أصبح لديهم أطفال، فهذا يجعلنا نسعى أكثر من أجل تلبية التكاليف لتكوين هذه الاسرة والرزق بيد الله.

وأضاف “محمود الجوكر” إن الحل في يد أهل الفتاة ومطالبة الضروريات وعدم الاشتراط بعدد جرامات معينة من الشاب لأن الذهب يؤخذ في الاعتبار أنه مجرد هدية من الشاب للفتاة، وعدم المغالاة في المهور يكفي باقي تكاليف الزواج.

وذكرت “أميرة أبوهاشم” عمل المتاح والمستطاع فعله، وتأجيل الغير ضروري لحين الاستطاعة لشرائه.

وقال “محمد جمال” إن سيدنا علي بن أبي طالب تقدم لبنت النبي صلي الله عليه السيدة فاطمة، ولا كان لديه أي شيء، وعندنا سأله رسول الله عن أي شيء معه ليفرح ابنته وجد معه درعه المستخدم في الحروب وكان هذا الدرع مهر السيدة فاطمة، فلماذا نعسر الزواج على الجميع، لم المغالاة في المهور، من يسر زواج فقد عسر زنا ومن عسر زواج فقد يسر زنا، إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين”.

غلاء الأسعار وعزوف الشباب عن الزواج
الشبكة وارتفاع اسعار الذهب

غلاء الذهب

قال الصايغ “طارق كيلاني” أن الذهب أمر واقع، أي أسرة تأتي وتأخذ، كان منذ زمن يأخذوا بمبالغ صغيرة ولكن الجرامات كثيرة، إنما اليوم المبالغ صغيرة وأيضا عدد الجرامات أقل، فيأخذ على قدر مقدرته، وبعض الأسر تعرض أن يأتي بخاتم وباقي المطلوب يكتب في القايمة، إضافة لذلك أن الذهب لم تعد قيمته مثل قبل، فلم يعد يعتمد عليه أحد كثيرا، وكمستوى عام  أصبحوا يعتمدوا شراء جزء صغير من الذهب ويأخذ شيء من ملتزمات الفتاة.

وبعض الأشخاص يستبدلون الذهب بالفضة أو الذهب الصيني، وبعضهم يأتي بخاتم ويكمل بالذهب الصيني، وأيضا الأشياء المادية لن تضمن سعادة الفتاة، وتقتل الروح من داخل نفس الأسرتين.

غلاء الأسعار وعزوف الشباب عن الزواج
ارتفاع أسعار الذهب

رأي رجال الدين

قال الشيخ “مرسي العمروسي” مسئول في فتوى أزهر مركز أبوحمص بمحافظة البحيرة، قال الله سبحانه وتعالي “لايكلف الله نفسا الا وسعها” فإن الشرع ألزم الشاب بجميع تكاليف الزواج ولكن كلا حسب استطاعته، وأن الشرع لم يحدد الأمور التي على الشاب المتزوج أن يلتزم بها، فعندما أتى شاب إلى رسول الله قال له إلتمس ولو خاتم من حديد وهذا لا يعني أن المتزوجة ليس لها حقوق ولكن إمتثالا لقول رسول الله إنَّ هذا الدين يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ فإن الدين بالنسبة لتكاليف الزواج دين ميسور جدا.

وأننا كرجال دين ودعاء نتحدث في هذا الموضوع كثيرا وهناك من يستجيب ومن لا يستجيب، فالإسلام لم يحدد شئ في هذه المسأله ولكن كلا على حسب استطاعته، الضروريات وأن ما فوق الضروريات مباح إذا كان في استطاعته أتى به، و إن لم يكن فليس عليه حرج في شئ، ونحن كرجال دين نمر بأمور في الفتوى صعبة جدا فمثلا الشاب الذي أدت تكاليف الزواج به إلى التفكير في الانتحار أو الطريق الآخر طريق الرذيله، إن مثل هذه الأمور يحدث كثيرا ونتعرض له كثيرا يوميا بل أكثر من ذلك فمنذ وقت قريب أتت فتاه تقول أنها فكرت في أن تتناول تلك الحبوب أو ما تسمى بحبوب الغلة لتنهي حياتها ولكننا تحدثنا معها وتم إقناعها وخرجت بنفس راضية.

وكذلك أيضا تأتي شباب في هذه المسألة ونحن نقوم بتوعية الناس بأن المجتمع يسير في هذه المسأله في طريق خاطئ، فالأم مثلا تنظر إلى الآخرين من الجيران وغيرهم، وبالتالي الأب يذهب للشراء ويكلف نفسه ما لا يطيق وهذا لأنه ليس هناك وعي فإذا نظر كل شخص إلى نفسه واستطاعته فهذا أفضل بكثير فإذا سألنا فتاه من الفتيات ماذا استخدمتي من أطقم الصيني و البايركس والغسالات وغيرهم لا نجد إجابة.

أضاف نحن نعاني من هذه المشكلة على مستوى الدولة الشاب وصل لحالة من اليأس فهذا موضوع من أهم الموضوعات في وقتنا الحالي ونحن لدينا رجال دين يتوجهون للمدارس ووحدات الصحة وغيرها للتحدث مع الطلبه والمدرسات والممرضات ونشر الوعي ونقوم أيضا بالتوعية فهناك من يأتى متحدثا أن لديه خمسة أولاد أو أكثر فأين تنظيم الأسرة، فالأمر هنا ليس مقتصرا على رجال الدين فقط بل على أمثال الناس من الإعلامين من خلال القنوات الفضائية والجرائد والمجلات وقنوات اليوتيوب وإذاعة الراديو ومواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها فهناك من سيستجيب وهناك من يقوم بالنقاش.

فعلينا جميعا أن يكون لدينا الردود من ناحية الثقافة الدينية والمجتمعية ومن ناحية علم النفس ومن ناحية الدين فيكون لدينا جميع المعلومات الكافية للرد.

ورأيي في مطالب أهل الفتاة للرجل أن كلا على حسب مقدرته، لم يحدد الإسلام المهر ولم يحدد عدد جرامات الذهب، ولكن في هذا الوقت أصبحت الناس تنظر لمن حولهم وما جاء لغيرهم.

فلم يعد هناك وازع ديني لدى الناس، ولا علم بثقافة الزواج، أصبحوا يأخذوا مفهوم الزواج على أنه قضاء مصلحة أو قضاء شهوة فقط، فلم يأخذوا على أنه مودة ورحمة واستقرار واحترام وتقدير وعطف وحب بل فقط أخذوه على أنه قضاء مصالح وشهوات وأصبح الزوج يعامل زوجته بأقصي وأشد أنواع القسوة، فلم أكن أتخيلها فقط كنت أقرأ عنها ولكن رأيتها بين أصحاب العلم وحملة الماجستير والدكتوراه واللينسانس والباكرليوس، فأصبح لديهم غياب للثقافة الزوجية، لا يعرفوا كيفية التعامل مع بعضهم البعض وسياسة تعامل الزوج لزوجته والزوجة لزوجها. فهناك أيضا من يقول أننا في عصر التنوير وهناك من يقول أن الإسلام ظلم المراة ويستفهمون بأنه كيف أن الإسلام كرم المرأة وهو جعل لها نصف ما للرجل وغيرها من المسائل فعلى الجميع القراءة في علم النفس والاجتماع والتثقيف الديني.

يجب التنسيق بين رجال الدين والطلبة للتوعيه، و إن جُل كل هذه المشاكل عند الشباب والفتيات وما يؤدي للإلحاد أو الانتحار هو غياب الوازع الديني، فإن هذا هو السبب الرئيسي في الانتحار، فالشاب يقول أنه لا يوجد مستقبل، فمن يصنع المستقبل؟ هل المستقبل يصنعه أم هو من يصنع المستقبل، وبالتالي أهم شيء الوازع الديني أن يكون الإنسان متدينًا وأن يكون لديه ثقافة دينية، فعندما تأتي إليه فكرة الانتحار فإنه يضع لنفسه حلولا مناسبة بكيفية البعد عنه، والإعلام ينظر للموضوع على أن الداعية هو المسئول فقط عن هذه المسالة ولكن في حقيقة الأمر قد يكون الإعلام أهم من الداعية، لأن الإعلام قائم بصفة مستمرة ولساعات عمل طويلة.

*الذهب ليس الضامن.

وقالت بالنسبة لأهل الفتاة فهل ضمان ابنتي هي الأموال وجرامات الذهب، الضامن هو علاقة سليمة وحياة سليمة ووصول سفينة الأسرة لبر الأمان، ووجود أطفال جديدة ومجتمع جديد، فحصار الزواج في المهور غير صحيح، تأمين الحياة هو الاختيار الصحيح، وأن يكون مفهوم الزواج لدى الجميع هو كيان متماسك أن يكون الشاب مع الفتاة يكونوا وحدة واحدة، وتأسيس الحياة بالمبادئ والأخلاق لأن القيم المادية مستهلكة لن تستمر ولن تُأسس كيان أسرة سليم يخرج أطفال أسوياء.

أيضا يتوقف نجاح الأسرة والزواج على الاختيار السليم، وعلى أسس محددة ويكون هناك تقارب فكري واجتماعي ومادي لو تم الإخلال بأحد منهم ستحدث مشكلات عديدة، ويجب القضاء على مفهوم الفتاة التي لم تتزوج مبكرا أنها عانس، لأن الطبيعي والصحيح طبقا لآراء الأطباء هو سن 25 عام فيما فوق، وهذا يكون إكتمال لها من ناحية الصحة الجسدية ومن ناحية بيولوجية ومن ناحية نفسية ومن ناحية فكرية.

وأوضحت أن الزواج المبكر سوف يؤدي فجأة لتحمل طفلة مسؤولية أطفال فكيف ذلك؟ سوف يحدث حينها عنف أسري يؤدي للطلاق، وهذا يكون نتيجة الاختيار الخاطيء، وإجبار الأهالي على زواج بناتهم مبكرًا، ونظر الفتاة أن تتزوج مبكرًا مثل زملائها وأقاربها.

وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضونه دينا وخلقا فزوجه، وتنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بضربت بين يداك” ففي مجموعة من الأخلاقيات والمبادئ يجب أن تعود مثلما يقولون كل شيء بالخناق إلا الزواج بالاتفاق.

عزوف الشباب ومغالاة المهور

قالت الدكتورة “أسماء إدريس” بكلية الآداب قسم الاجتماع بجامعة دمنهور، في الحقيقة المجتمع في الفترة الأخيرة قد ظهرت فيه مجموعة من الظواهر التي أصبحت تهم المجتمع بطريقة كبيرة جدا خاصة المشكلات المتعلقة بالشباب وخصوصا الشباب المقبلين على الزواج، في ظل إرتفاع معدلات الطلاق.

قد يتوجه الشباب للعزوف عن الزواج، بدايتهم زيادة أسعار الذهب وكل يوم له سعر متغير إما في الزيادة أو النقصان، الشيء الثاني هو المغالاة في المهور، بعض الأسر المصرية تغالي في المهور، يجب أن يكون هناك وسطية، أن يكون هناك اعتدال، يجب مراعاة الظروف وعدم النظر للأقارب والجيران والغرباء، وعدم وجود إحتواء للشاب سوف يؤدي للعزوف عن الزواج، الفتاة أيضا ستتعرض للعنوسة، فمن كل الجهات الأهل عليهم الخسارة، ويمكن أن يتوجه الشاب لطرق غير مشروعة لتغطية تكاليف الزواج، وهذه الطرق يعاقب عليها القانون، وهذه الأشياء المادية لا تضمن سعادة الفتاة ولا سوف تحقق الاستقرار.

ذكرت أيضا أن الشاب أمامه شيئين إما العزوف عن الزواج والمرور بأزمة نفسية سيئة تؤدي لمشاكل أخرى إما أن يلجأ لطرق غير مشروعة مثل التجارة في المخدرات أو السرقة، الأهم بالنسبة له أن يصل لحلول يغطي بها تكلفة الزواج المطالب بها، لذلك يجب أن يكون هناك اعتدال ووسطية، لابد من وجود تبادل في النقاش والاتفاق.

غلاء الأسعار وعزوف الشباب عن الزواج
تيسير الأمور من العائلات وعدم المغالاه

وقالت ومن آياته قال تعالي “أن خلق لكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موده ورحمة” تم إختصار قيمة الزواج بأنه شيء مادي، تم اختصاره بمفهومه العام أو الأسرة ككل في شيء واحد من الأشياء المادية، أين المودة والرحمة والحب والاستقرار والاحترام والسكينة وجميع المعاني الجميلة الذي ذكرها القرآن الكريم.

لذلك سيحدث فجوة بين الحفاظ على استقرار الاسرة وبين تلبية مطالب أخرى، ولكن يجب أن يكونوا الأهالي متفاهمين، يجب تغيير بعض العادات الخاطئة من ناحية المغالاة في المهور لأن لكل عصر وقت معين فحاليا هناك أزمة عالمية.

وأوضحت أننا نريد الحفاظ على كيان الاسرة المصرية مثلما ينادي “السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي” في كل خطاباته، وعند بناء الاسرة المصرية يجب المعرفة بالعادات والتقاليد الصحيحة والمعتدلة وكيفية أن يكون الفرد نافع ولديه مباديء متماشية مع الإطار الطبيعي الموجود.

وأضافت أيضا أنه في السنة الأولى من الزواج وصل معدل الطلاق إلى 18% بين الشباب حديث الزواج، وفي الثلاث سنوات الأولى وصل إلى 38%، أحدث معدلات الطلاق وصل إلى 252 حالة طلاق، ليست الضحية هي الست أو الرجل ولكن الضحية هُنا ليست فقط الأم أو الأب، الضحية هي الأطفال سيصبحوا فريسة للشوارع، سوف يتجه للإجرام أو السرقة أو الاتجاه ناحية جماعات متطرفة، وسوف يكون فرد ناقم على أسرته والتي هي كانت سبب في تطرفه وإجرامه، فيجب عدم المغالاة في المهور ويكون هناك وسطية واعتدال لمنع مشكلات العزوف عن الزواج والعنوسة والاتجاه لطرق غير مشروعة لتغطية التكاليف المطلوبة، ومن الممكن أن نقوم بالتوعية ونستهدف توعية الأهالي، هم السبب الرئيسي في هذه المشكلة، لأن أخذ القرار يكون منهم أولا، وعدم النظر للغير والمقارنة بهم.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *