الأحكام الشرعية هل العبرة في الأحكام الشرعية بالمسميات أم بالأسماء وفي الحقيقة وللإجابة على هذا السؤال سوف يدعونا إلى التعرف على ما هي القواعد الفقهية الكلية ؟ ومتى نشأت القواعد الفقهية ؟ وماهي أهمية معرفة القواعد الفقهية ؟ وما هي القواعد الفقهية الكلية الخمسة وبعدها سوف نوضح الفارق بين المقصود بالمسميات والأسماء والفرق بينهم وأيهما الذي يقاس عليه في الأحكام الشرعية، وبالتالى فلابد من معرفة ماهى القواعد الفقهية أولا وما هي القواعد الفقهية الكلية الخمسة ونشأة هذه القواعد وأهمية معرفتها وما هو المستفاد من معرفتها وفى النهاية…
سوف نصل إلى الإجابة على سؤالنا وهو أن العبرة بالمسميات لا بالأسماء في الأحكام الشرعية، ومن خلال موقع الحكاية هتعرف كل الحكاية .
ما هى القواعد الفقهية
القواعد هي جمع قاعدة وهي أصل الشئ أو الأساس الذي يبنى علية أو بمعنى الثبات والإستقرار كقواعد البيت لقول المولى عز وجل ( وَ إذ يرفع إبراهيم القواعد مِن البيت و إسماعيل)
وقد عرف ابن النجار الحنبلي القاعدة الشرعية بأنها ” صورة كلية تنطبق كل واحدة منها على الجزئيات التي تحتها ” وبالتالى فهى أمر كلى يندرج تحته جزئيات متفرعة منها تفهم الأحكام منها وما يتفرع من الأصل يكون تابعا له وبالتالي يأخذ حكم الأصل و نجد أن كل ما ، يندرج تحت القاعدة الفقهية من قواعد أخرى تتبع نفس،
القاعدة الأم وتكون هذه القواعد المنبثقة عنها تابعا و مكملاً لها وفى نفس السياق والمضمون و نجدها جميعا تدور في فلك واحد وفي نفس الإتجاه مما يوضح لنا أنها بمثابة مكملة للقاعدة الفقهية الكلية وهي فرع يتفرع عن الأصل وكل ما يتفرع عن الأصل فهو تابعاً له فى الحكم ويأخذ نفس حكمة لأنه مكملاً و شارحاً له .
تاريخ نشأة القواعد الفقهية ودورها في الأحكام الشرعية
ونجد أن القواعد الفقهية لم توضع جملة واحدة و في وقت معين و إنما تكونت عبر عصور نهضة الفقه وازدهاره ، على أيدى كبار فقهاء المذاهب الفقهية ، و ترجع نشأة علم القواعد الفقهية إلى عصر الرسالة والكلام الموجز من المصطفى، النبى محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) كقوله في حديث ( لا ضرر ولا ضرار ) في موطأ الإمام مالك ويعد هذا الحديث هو من القواعد الفقهية الكلية الخمسة التي يندرج منها العديد من القواعد.
وقد أصبحت القواعد الفقهية علم مستقل في القرن الرابع الهجري وما بعده من القرون واشتهر الفقهاء كأبي الحسن الكرخي الحنفي ( ت : ٣٤٠ ه ) في كتابه ” أصول الكرخي ثم توالت بعد ذلك الكثير من المؤلفات في هذا العلم وازدهرت على مر العصور حتى وصل إلينا على أيدى علماء رجال الدين الكبار وعلماء الفقه والمذاهب.
أهمية القواعد الفقهي في الأحكام الشرعية
1 -تعيين وتساعد المشتغل بالفقه على تنمية وتقوية ملكاته العلمية وذلك من خلال ربط الجزئيات بالكليات والعكس وربط الفروع بالأصول مما يجعله ملم بجميع جوانب الموضوع من جميع جوانبه حتى يصدر الحكم الصحيح .
2 -تيسير معرفة الأحكام وتخريج المسائل و إلحاقها بالأصول المتدرجة عنها .
3 -تساعد في رفع التعارض الظاهري بين الفروع الفقهية و أحكامها الشرعية .
4 -تكشف عن مناهج الاجتهاد والقضاء والإفتاء والقواعد التي تبنى عليها الأحكام الشرعية.
ما هي القواعد الكلية الخمسة
القواعد الفقهية الكلية الخمسة وهي التي يندرج تحتها جميع القواعد و تتفرع منها، والتي سوف تجيب لنا عن التساؤل الذي يدور حوله الموضوع و القواعد الكلية الخمسة هي كالآتي :
١– قاعدة الأمور بمقاصدها
وهذه القاعدة هي التي يتفرع منها القاعدة التى بصددها السؤال وهى قاعدة ،
“العبرة في الأحكام بالمسميات لا بالأسماء
والتي تعتبر من أهم القواعد التي تبنى عليها الكثير من الأحكام والفتاوى والمستجدات فى وقتنا المعاصر الآن ، والمثال على ذلك اشتراط الشرع الحنيف في الذبائح سناً معيناً للذبيحة حتى تكون ناضجة وكثيرة اللحم وكان هذا الأمر صالحا في الزمن المتقدم وفي بعض البلاد وقد تغير الحال في زماننا الآن ووجدنا من الحيوانات التي لم تستوفي السن المحددة شرعا ولكنها كثيرة اللحم …
وذلك باستخدام الأساليب العلمية الحديثة في التربية وأصبح العجل يصل لوزن النضج 300 كجم عند سن 14-16 شهر فقط وهو الوقت الأمثل للذبح وبالتالى فالعبرة هنا بوصوله للوزن المحدد وليس السن و بالتالي فالعبرة (المسمى وليس بالاسم) أى الغاية وليس ظاهر النص فقط و لا يمنع إذا تحقق الشرطان فهو الأفضل و الأحوط والأولى والذى يؤكد ذلك أيضاً حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني)
الحديث فى سنن أبى داود فى كتاب الأضاحي.
وبالتالي يتضح لنا أن المقصود بأن العبرة بالمسميات لا بالأسماء و أن المقصود الغاية من النص وليس ظاهر النص فقط وما المراد من الحديث، والذي يحقق الغاية والمنفعة للجميع
وما ينطبق على هذا المثال ينطبق على غيره من الأمور المشابهة ولأن الفتوى تتغير من زمن لآخر ومن مكان لآخر وتختلف باختلاف الظروف. ويندرج تحتها عدة قواعد
قاعدة العبرة في العقود بالمقاصد و المعانى
قاعدة النية تخصص العام و تعمم الخاص .
قاعدة الأيمان تبنى على الأغراض لا على الألفاظ .
قاعدة لا ثواب إلا بنية أو مصاحب للعمل .
٢- لا ضرر ولا ضرار
و يندرج تحتها عدة قواعد
قاعدة الضرر يدفع بقدر الإمكان
قاعدة الضرر لا يزال بالضرر
قاعدة يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام
قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المنافع
قاعدة الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف
٣- اليقين لا يزول بالشك
ويندرج تحتها عدة قواعد
قاعدة الأصل براءة الذمة .
قاعدة الأصل فى الأمور العارضة العدم .
قاعدة الأصل هو بقاء ما كان، على ما كان .
قاعدة الأصل فى الأشياء الإباحة .
قاعدة الأصل في الأمور العارضة العدم .
٤- المشقة تجلب التيسير
ويندرج تحتها عدة قواعد
قاعدة الضرورات تبيح المحظورات .
قاعدة الضرورة تقدر بقدرها .
قاعدة إذا ضاق الأمر اتسع .
قاعدة الاضطرار لا يبطل حق الغير.
٥– العادة محكمة
ويندرج تحتها عدة قواعد
قاعدة لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان.
قاعدة العبرة للغالب الشائع لا النادر .
قاعدة المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً .
قاعدة الإشارات المعهودة من الأخرس كالنطق باللسان.
قاعدة الكتاب كالخطاب كالقبول عن عن طريق الإنترنت.
المستفاد من معرفة القواعد الفقهية الكلية
و يتضح منها معرفة وفهم الكثير من الفتاوى التى يتعرض لها كل مسلم فى حياته اليومية فى المعاملات والعبادات اليومية .
ويستطيع المسلم فهم الأحكام التى يتعرض لها فى العديد من المسائل ومنها الصلاة والصيام والزكاة والحج وكل مناحي الحياة.
وبالتالي يستطيع كل إنسان أن يفيد نفسه ويفيد من حولة .
و لتوضيح تلك القواعد الكلية الخمسة وما يندرج تحتها من قواعد فرعية مكملة للأصل والأمثلة التوضيحية لذلك فسوف نحتاج لسلسلة من المقالات التي توضح لنا أهمية معرفة تلك القواعد و التي تبنى عليها الأحكام والفتاوى الشرعية حتى يكون المسلم على علم بأمور دينه ويكون واعياً وهو يطبق تلك القواعد والتى فى رايى بمثابة القواعد الفقهية الذهبية لكل مسلم وذلك لارتباطها بكثير من أمور الدين والحياة فى مختلف العصور والأزمنة اللهم علمنا ما ينفعنا و زدنا علما .
الأحكام الشرعية وقد اتضح لنا بعد معرفة القواعد الفقهية و نشأتها وما هي القواعد الفقهية الكلية الخمسة وأهميتها و المستفاد من معرفتها فقد اتضح لنا الإجابة على السؤال المطروح بأن العبرة في الأحكام الشرعية تكون بالمسميات لا بالأسماء لأنها يوضح العبرة بما ترمي إليه المسميات وليس ظاهر الأسم، كمثال المعتبر في الأضحية السن والوزن ولكن طبقا لهذه القاعدة
وضح لنا المقصود هو الوزن الذي تكون الأضحية عنده كاملة اللحم وكثيرة حتى لو تحقق ذلك بدون إكتمال السن لأن العبرة بوفرة اللحم متى تحقق ويمكن أن نقول كان هذا قديما هو المعتبر وأصبح الآن مع تغير أساليب تربية الحيوانات بالطرق الحديثة والتغذية السليمة أصبح يصل للوزن المعتبر 300 كم قبل السن المحدد .