في خطوة جديدة لتوسيع إمكانيات تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، أعلنت شركة ميتا Meta عن دعمها لتطبيقات أندرويد على أجهزة “Quest” في مؤتمرها السنوي “Meta Connect”.
هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في عالم الواقع الافتراضي، حيث تسعى ميتا لجذب مزيد من المطورين والاستفادة من قدرات نظام Horizon OS الذي بات يدعم منصات متعددة.
من خلال تقديم بيئة تطوير مفتوحة ومرنة، تهدف Meta إلى تعزيز موقعها في المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا مثل Apple وGoogle.
دعم تطبيقات أندرويد فرص جديدة للمطورين
أحد أبرز ما جاء في إعلان ميتا هو دعمها لتطبيقات أندرويد على أجهزة الواقع الافتراضي “Quest”.
هذا التطور يُعد بمثابة جسر يربط بين تطبيقات الهواتف الذكية التقليدية وعالم الواقع الافتراضي المتطور.
من خلال هذه الميزة، يستطيع المطورون نقل تطبيقاتهم من أنظمة التشغيل مثل Android إلى Horizon OS بسهولة، مما يمنحهم الفرصة للاستفادة من تقنيات الواقع الافتراضي المتقدمة دون الحاجة إلى إعادة بناء التطبيقات من الصفر.
سهولة الانتقال إلى نظام Horizon OS
تسهل ميتا على مطوري التطبيقات الهواتف المحمولة، خاصة أولئك الذين يعملون على نظام أندرويد، الانتقال إلى منصتها Horizon OS.
باستخدام الأدوات واللغات البرمجية المألوفة مثل Java وKotlin، يمكن للمطورين بدء العمل على تطبيقات الواقع الافتراضي بكل سلاسة.
هذه البيئة المرنة تمكّنهم من استكشاف إمكانيات جديدة وإنشاء تطبيقات تفاعلية ثرية دون التضحية بالميزات التي اعتادوا عليها.
أدوات Meta الجديدة: تحويل التطبيقات إلى تجارب ثلاثية الأبعاد
قدمت Meta خلال المؤتمر مجموعة أدوات تطوير البرمجيات (SDK) التي تتيح للمطورين تحويل تطبيقاتهم التقليدية إلى تجارب ثلاثية الأبعاد مليئة بالميزات المكانية.
هذه الأدوات تُمكّن المطورين من إضافة عناصر ثلاثية الأبعاد، صور بانورامية، ومقاطع فيديو مكانية لتقديم تجارب واقعية أكثر للمستخدمين.
على سبيل المثال، يمكن لمطوري الألعاب والتطبيقات التعليمية الآن خلق بيئات غامرة تجعل المستخدم يشعر وكأنه يعيش داخل التطبيق، مما يفتح الباب أمام ابتكارات غير محدودة.
ميزات Horizon OS المتقدمة: تجربة واقعية متكاملة
لا تقتصر إمكانيات Horizon OS على دعم التطبيقات ثلاثية الأبعاد، بل توفر النظام ميزات متقدمة حتى لتطبيقات ثنائية الأبعاد.
يتيح النظام للمستخدمين القدرة على تغيير حجم التطبيقات، تشغيل التطبيقات في الخلفية، استخدام الصوت المكاني، وتعدد المهام بطريقة سلسة.
كما يدعم النظام تقنيات إدخال مثل حركات اليد وأجهزة التحكم، مما يجعل تجربة الواقع الافتراضي أكثر تفاعلاً واندماجاً مع البيئة المحيطة.
تجارب Meta مع دمج التطبيقات التقليدية مع الواقع الافتراضي
في إطار سعيها لتقديم أمثلة حية على إمكانيات Horizon OS، قامت Meta باستخدام أدوات التطوير المتاحة لإنشاء إصدارات متوافقة مع الواقع الافتراضي من تطبيقات شهيرة مثل فيسبوك وإنستغرام.
اعتمدت الشركة على أدوات تطوير مألوفة مثل React Native لضمان تقديم تجربة استخدام سلسة في الواقع الافتراضي دون التضحية بجودة التطبيقات.
كما بدأت شركات كبرى مثل Amazon في استكشاف إمكانيات تطوير تطبيقات خاصة بها تتوافق مع أجهزة Quest، مما يدل على ثقة المطورين في النظام الجديد.
Meta تدخل المنافسة مع Apple وGoogle وتكون منصة مفتوحة للمطورين
تدرك ميتا أن طريق المنافسة في مجال الواقع الافتراضي ليس سهلاً، خاصة مع وجود شركات كبرى مثل Apple وGoogle.
ومع ذلك، تسعى Meta إلى التميز من خلال تقديم منصة أكثر انفتاحًا ومرونة.
توفر ميتا متجرًا مفتوحًا للمطورين ومجموعة أدوات تطوير مرنة تتيح لهم بناء تطبيقات مبتكرة تلبي احتياجات مجموعة واسعة من المستخدمين، بدءًا من الألعاب وحتى التطبيقات الإنتاجية والتعليمية.
مستقبل الواقع الافتراضي مع Meta
مع إطلاق دعم تطبيقات أندرويد على أجهزة Quest وتقديم أدوات تطوير جديدة، تبدو Meta عازمة على أخذ زمام المبادرة في تطوير بيئة متكاملة للواقع الافتراضي والمعزز.
هذه الخطوات تشكل جزءًا من رؤية أوسع تسعى ميتا لتحقيقها، حيث يصبح الواقع الافتراضي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
وبفضل الدعم المتزايد من المطورين والتكنولوجيا المتقدمة، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص والإمكانيات التي لم نكن نتصورها من قبل.
ختامًا، يعد دعم Meta لتطبيقات أندرويد على أجهزة Quest خطوة كبيرة نحو توسيع حدود تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز، ويشير إلى مرحلة جديدة حيث يصبح الابتكار والتطوير أكثر سهولة ومرونة للمطورين والمستخدمين على حد سواء.