أعلنت دار الإفتاء المصرية بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، نيابة عن مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور شوقي علام؛ قيمة زكاة الفطر لهذا العام، كما حدد قيمة فدية الصيام، ننقل لكم عبر موقع الحكاية قيمة زكاة الفطر للعام الهجري 1445 الجاري، كما حددها فضيلة مفتي الجمهورية، كذلك نوضح لكم مصارف الزكاة ، ووقت إخراجها ، ونوضح هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً بدلاً من الحبوب؟ وبعض المسائل المتعلقة بزكاة الفطر.
قيمة زكاة الفطر لهذا العام 2024م/1445ه
حددت دار الإفتاء المصرية بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قيمة زكاة الفطر لهذا العام 2024م/1445ه ؛ حيث أوضحت في بيان لها أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام جاءت بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقد حدد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم – قيمة زكاة الفطر لهذا العام بنحو خمسة وثلاثون جنيهاً (35 جنيهاً) كحد أدنى عن كل فرد مع إستحباب الزيادة عن ذلك المبلغ لمن يريد.
قيمة زكاة الفطر وعلى من تجب؟
شرعت زكاة الفطر في شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة، نفس عام فرض الصوم، وقد شرعت زكاة الفطر رفقاً بالفقراء، لإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور على قلوبهم يوم العيد ، كما أنها فرضت على المسلمين لتكون طهراً لمن اعتراه صومه شيئاً من اللغو أو الرفث فهي تجبر نقصان الصوم .
وتجب زكاة الفطر بالسنة والإجماع فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما رواه الإمام البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة الفطر صاعاً من شعير أو صاعاً من تمر على الصغير والكبير والحر والمملوك “.
قد فرضت زكاة الفطر على كل من يجد قوت يومه ، ولو كان فقيراً، فلقد جعلها الله سبحانه وتعالى مطهرة للنفوس ومطهرة للصيام مما قد يعتريه من نقصان الأجر سواء باللغو أو الرفث ونحوهما فتأتي زكاة الفطر مكملة للأجر.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر بالنقود بدلاً من الحبوب؟
قد أشار فضيلة مفتي الجمهورية دكتور شوقي علام أن دار الإفتاء المصرية…
أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقوداً بدلاً من إخراجها بالحبوب ،
تماشيا مع متطلبات الحياة وتيسيراً على الفقراء في قضاء حوائجهم ومطالب المعيشة وقد استقرت الفتوى على ذلك.
قيمة زكاة الفطر
أضاف فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن قيمة زكاة الفطر تعادل إثنان ونصف كيلو جرام (2.5 كجم) من القمح عن كل فرد وذكرت دار الإفتاء القمح على وجه الخصوص لأنه غالب قوت أهل مصر.
وقت إخراج زكاة الفطر
أشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أنه يجوز شرعاً إخراج زكاة الفطر من أول يوم من شهر رمضان المبارك وهي ممتدة حتى قبيل صلاة عيد الفطر، لأن إخراجها بعد صلاة عيد الفطر لاتحتسب زكاة وإنما صدقة.
وقد اتفق الفقهاء على أنه يستحب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد ولا مانع شرعاً من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، أو تعجيلها من أول دخول شهر رمضان، ولكن يكره تأخيرها لما بعد صلاة العيد؛ فإن تأخر لا تسقط ويجب إخراجها.
المفتي الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام – رقم الفتوى 3978
وتجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين، ولا مانع شرعاً من تعجيلها منذ بدء أول يوم في رمضان.
ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن سعد في ” الطبقات الكبرى”
” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قبل الفطر بيومين، فيأمر بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى، قائلاً: « أَغْنُوهُمْ -يعني المساكين- عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ».
وناشد مفتي الجمهورية بتعجيل زكاة الفطر وحسن توجيهها إلى الفقراء والمحتاجين نظراً للظروف الإستثنائية التي تعيشها الأمة الإسلامية بل والإنسانية جميعها تلك الآونة من غلاء المعيشة وصعوبة الحياة.
هل تأخير زكاة الفطر بعد العيد يعد أداء أم قضاء؟
اتفق الفقهاء على جواز إخراج زكاة الفطر في يوم العيد قبل الصلاة، مع كراهة بعضهم تأخيرها لما بعد الصلاة ؛ ومع ذلك فإن زكاة الفطر لاتسقط بخروج وقتها مثلما اتفق الفقهاء ، ولكنهم اختلفوا هنا في أمر إخراجها بعد يوم العيد هل يكون أداءا ً أم قضاء؟
يرى بعض الحنفية أن إخراجها بعد يوم العيد هو قضاء، وبعضهم يرى أنها أداء وهو الأصح في مذهب الحنفية لأن الوقت عندهم موسع .
أما غيرهم من فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة فيرون أن مؤخرها بعد الوقت بلا عذر آثم لأنه بذلك خرج عن المعنى المقصود وهو الإغناء عن السؤال في يوم الغيدويرون أنها عبادة متعلقة بزمن، ويرون أنه في كل الأحوال يجب القضاء.
وبناء على ماسبق… فالمستحب لدى جميع الفقهاء إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، للأمر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليتسنى الإغناء المأمور به للفقير، فلا يشتغل يوم العيد بسبب السؤال .
كما يجوز إخراجها كذلك في يوم العيد بعد الصلاة مع كراهية بعضهم للتأخير.
كما يجوز تأخيرها لمن لم يتمكن من إخراجها بعذر أو بدون كما ذهب فقهاء الحنفية، وإن كان الأولى عدم التأخير بغير عذر والله سبحانه وتعالى أعلم.
المفتي الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام -رقم الفتوى 3978.
قيمة فدية الصيام لمن يعجزه الصيام بسبب شرعيّ دائم
الله سبحانه و تعالى قد أجزأ عن المريض الذي لا يرجى شفاؤه أو صاحب المرض المزمن ولايستطيع الصوم ، كذلك الكبير الهرِم ويجد مشقة بالغة في صيامه، أن يفطر وعليه كفارة إطعام مسكين عن كل يوم يفطره.
بناءً على هذا فقد حدد فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام قيمة فدية الصيام لمن يعجز عن الصيام لعذر شرعيّ دائم بنحو ثلاثون جنيهاً (30 جنيهاً) هذا العام كحد أدنى مع إستحباب الزيادة، مصداقاً لقوله عز وجل: قال الله تعالى:﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَ ٰتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ سورة البقرة- الآية ١٨٤
مصارف الزكاة الثمانية
قال تعالى في محكم آياته:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
لقد حددت الآيات القرآنية الكريمة مصارف الزكاة الثمانية وهي على النحو التالي…
- الفقراء: من لايملك مال ولاكسب يليق به وهو أشد فقراً من المسكين.
- المساكين: المسكين هو الذي يملك مايقع موقعا من كفايته ولا يكفيه.
- العاملين عليها: هم من يقومون بجمع أموال الزكاة وحصرها، مثل الجابي أو الساعي والكاتب، وهو يستحق الأخذ من أموال الزكاة مقابل عمله.
- المؤلفة قلوبهم: هو من أسلم ونيته ضعيفة.
- في الرقاب: عتق العبد المملوك
- الغارمين: الغارم هو من عليه ديْن وعجز عن سداده.
- في سبيل الله: أي للغزاة أو مايشمل وجوه الخير.
- ابن السبيل: هو المسافر المجتاز في بلد ليس معه شيء يستعين به على سفره.
حكم دفع زكاة الفطر إلى من تلزم نفقته
من الشروط التي اتفق عليها جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة المتبعة، ألَّا يكون المعطى له الزكاة ممن تلزمه النفقة ؛ كالأب والأم حتى وإن كانوا فقراء، لأنه تجب على المزكي نفقتهم فلا يجوز إعطاء الزكاة لهم؛ وعلى هذا يخرج الدفع إلى الوالدين وإن علوا، والمولودين وإن سفلوا، ولايجوز أن يدفع الرجل الزكاة إلى زوجته بالإجماع. (قال الإمام الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع 49/2، ط دار الكتب العلمية)
ونص الفقهاء على أن المزكي لايدفع زكاته إلى أصله وإن علا، أو إلى فرعه وإن سفل، أو إلى زوجته، وذلك لأن المنافع بينهم متصلة، وتجب عليه نفقتهم؛ ويجوز له أن يدفع الزكاة إلى من سوى هؤلاء من قرابته كإخوته، وأخواته، وأعمامه، وعماته، وأخواله، وخالاته، وأولاد كلٍ إذا كانوا من الفقراء، بل إن دفع الزكاة إليهم يكون أولى؛ لما في ذلك من صلة رحم مع الصدقة.
وهكذا…نقلنا لكم قيمة زكاة الفطر لهذا العام 2024م/1445ه كما حددتها دار الإفتاء المصرية بناءً على ما أقره فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وهي بقيمة 35 جنيهاً كحد أدنى، مع إستحباب الزيادة لمن أراد، كما أوضحنا لكم جواز إخراج زكاة الفطر نقودا بدلاً من الحبوب كما أقرت دار الإفتاء المصرية ، تيسيراً على الفقراء في قضاء حاجاتهم تماشياً مع ظروف العصر، كما نقلنا لكم وقت إخراج زكاة الفطر وعلى من تجب؟ كذلك نقلنا لكم رأي الفقهاء في حكم تأخير زكاة الفطر وإستحباب تعجيلها من أول يوم في رمضان، أيضاً تناولنا قيمة فدية الصيام لهذا العام بنحو 30 جنيهاً كحد أدنى لمن يعجزه الصوم بعذر شرعيّ دائم ولايطيق الصوم ، كما ذكرنا مصارف الزكاة الثمانية، وأوضحنا حكم إخراج زكاة الفطر لمن تلزم نفقته كالأب أو الأم أو الزوجة.
