خطبة الوداع خطبة للإنسانية

خطبة الوداع خطبة للإنسانية
خطبة الوداع

في تلك الأيام المباركة تهب علينا نسمات المشاعر المقدسة فتملأ أفئدتنا شوقا لخير أيام الله حيث اجتمع فيها شرف الزمان وشرف المكان وشرف العبادة وشرف القائد بكلماته المؤثرة الجامعة التي جمع فيها خلاصة ما اشتملت عليه دعوته الإنسانية السامية حيث قاد نبينا صلى الله عليه وسلم قوافل الحجيج وكانت كل المؤشرات تشير إلى قرب أجل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله علنه عندما سمع قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة 3 بكى وقال : ” ليس بعد التمام إلا النقصان ” لهذا لم يدخر وسعا في في التبليغ وإقامة الحجة حيث كان صلى الله عليه وسلم يسألهم بعد كل وصية ألا هل بلغت ؟ فيقولون اللهم نعم قبقول اللهم فاشهد .

الدعوة الإسلامية دعوة إنسانية عالمية

تعتبر خطبة الوداع سبقا إسلاميا في تقرير مبادئ وحقوق الإنسان حيث يتجلى مبدأ المساواة في قوله صلى الله عليه وسلم ” أيها الناس ” كل الناس على اختلاف مذاهبهم وألوانهم الجميع سواء أمام تلك الوصايا الربانية فأساس التفاضل بين الناس بمقدار الإيمان بالله وتقواه فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى فلا يجوز محاباة أحد في تطبيق الشرع أو القانون لقرابه أو نسب لذلك بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقرابته و أهل بيته في تطبيق ما يأمر به من أحكام .

الإسلام والاقتصاد والمال

من المبادئ العظيمة التي اشتملت عليها الخطبة تحريم الربا هذا المبدأ الاقتصادي العظيم الذي أقره كبار رجال المال والاقتصاد في العالم واعتبروه مخرجا آمنا لما يعصف بالعالم من أزمات اقتصادية كادت أن تهلك الأخضر واليابس فقد شدد الإسلام على أن من يتعامل بالربا موعود بحرب من الله ورسوله وكما عرف بالداء قدم له الدواء في صورة البيع الحلال القائم على الصدق والأمانة والسماحة تلك السماحة التى فتحت قلوب الناس في جنوب شرق آسيا وبلاد الهند مما يعتبر دليلا واقعيا على نفي فرضية انتشار الإسلام بحد السيف .

الإسلام وصيانة المرأة

أعلى الإسلام من شأن المرأة ورفع قدرها وقرر أنه لا يكرمها إلا كريم ولا يظلمها إلا لئيم فبعد أن كانت سلعة تباع وتشترى شرع لها حياة كريمة وساوى بينها وبين الرجل في التكاليف والواجبات إلا ما اقتضت خصوصية فطرتها أن تنفرد بها من أحكام وليس أدل على مكانتها في الإسلام ان النبي صلى الله عليه وسلم فد أفرد لها نصيبا من خطبته حيث قال ” واستوصوا بالنساء خيرا ..” ما أروعها من وصية ! وما أعظم الموصي ! ويالثقل تلك الأمانة التي حملنا إياها أيسع كل مسلم بعد سماع تلك الوصية إلا أن يقول كما قال الصحابة اللهم نعم سنستوصي بالنساء خيرا ؟! إن تمثلنا تلك الوصية في حياتنا وترجمناها واقعا عمليا لصحت مجتماعاتنا فلا صلاح للمجتمعات إلا بصلاح المرأة فاعتبروا يا أولي الأبصار .
الإسلام وحفظ الحقوق
قرر النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته حرمة دماء المسلمين و أموالهم وأعراضهم كحرمة الأيام الحرام في البلد الحرام ليوضح حرمة دم المسلم عند الله عز وجل و أن سفك دم مسلم ظلما أعظم عند الله عز وجل من هدم الكعبة حجرا حجرا وأن المسلم مازال في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما وأن الاعتداء على عرض المسلم أو ماله من أعظم الذنوب و أكبر الكبائر التي لا يغفرها الله عز وجل إلا برد المظالم إلى أهلها فعلينا نحن المسلمين أن نفتدي بالصحابة الكرام في اقتدائهم بني العالمين فلا نخوض في الغيبة والتشهير والقذف وسلب أموال الناس بالباطل و إن المتأمل في الكثير من معاملات المسلمين اليوم لينفطر قلبه حزنا على ما آلت إليه الأمور من طعن وغش وغيبه وأخذ للأموال بغير حق وفي ذلك أكبر دليل على عدم تشرب قلوبنا ما جاء في تلك الخطبة المعصومة من وصايا وعبر .
جعلني الله وإياكم ممن ينتفع بما علم ويتذكر بما ذكر ويطبق ما وعى و أدرك و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
البيه حسن

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Verified by MonsterInsights