شهد سعر الدولار في البنوك المصرية تراجعاً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية، حيث انخفض بنحو 103 قروش من أعلى مستوى له في أغسطس، مما أثار اهتمام المتابعين والمستثمرين حول الأسباب الكامنة وراء هذا التغير المفاجئ.
تأتي هذه التطورات وسط ارتفاع كبير في تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وتحركات جديدة من البنك المركزي المصري لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه المصري
مع استمرار تحسن أداء الجنيه المصري منذ أواخر أغسطس، شهد سعر الدولار تراجعاً مستمراً، حيث أغلقت التعاملات الأخيرة عند 48.42 جنيه، مقارنة بأعلى مستوى وصل إليه في 21 أغسطس 2024، وهو 49.45 جنيه.
هذا الانخفاض البالغ 103 قروش يمثل تحسناً ملحوظاً للجنيه المصري، الذي يواصل استعادة عافيته في مواجهة العملة الأجنبية.
ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج
كشف البنك المركزي المصري في بيان رسمي أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال شهر يوليو الماضي، حيث وصلت إلى 3 مليارات دولار، مقارنة بـ 1.6 مليار دولار في الشهر نفسه من العام الماضي.
هذه الزيادة التي بلغت 87% تعزز احتياطيات النقد الأجنبي وتساهم في استقرار سعر الصرف، وهو ما يعتبر دافعاً رئيسياً لتحسن سعر الجنيه أمام الدولار.
تثبيت سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي
في سياق متصل، قررت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها الأخير، تثبيت سعر الفائدة دون أي تغيير، وذلك للمرة الثالثة على التوالي في اجتماعاتها لهذا العام.
ووفقاً للبيان الصادر عن البنك المركزي، تم الإبقاء على سعري عائد الإيداع و الإقراض لليلة واحدة عند 27.25% و28.25% على التوالي، بينما استقر سعر العملية الرئيسية للبنك عند 27.75%.
هذا القرار يعكس التزام البنك المركزي بالحفاظ على استقرار السياسات النقدية، مع مراقبة التطورات الاقتصادية المحلية والعالمية، وهو ما يسهم في تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري.
سحب سيولة ضخمة من السوق
استمر البنك المركزي المصري في خطواته الحازمة لتعزيز الاستقرار النقدي، حيث قام بسحب سيولة بقيمة 1.210 تريليون جنيه يوم الثلاثاء 3 سبتمبر من خلال آلية ربط الودائع بعطاءات السوق المفتوحة.
تم هذا السحب من 28 بنكاً محلياً بعد تعديل سياسات قبول العطاءات بفائدة 27.75%. هذا التحرك يهدف إلى تحسين إدارة السيولة في السوق ودعم استقرار النظام المالي.
السوق السوداء بعد قرار البنك المركزي
على صعيد آخر، شهدت السوق السوداء للدولار تراجعاً كبيراً منذ عدة أشهر، وذلك بعد قرار البنك المركزي المصري في مارس الماضي بتوحيد سعر الصرف. هذا القرار أدى إلى ضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة، وجعل الدولار متاحاً بشكل أكبر في النظام المصرفي الرسمي، ما أسهم في تراجع الاعتماد على السوق السوداء بشكل ملحوظ.
أسعار الدولار في البنوك المصرية
تتنوع سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم كما يلي:
- البنك المركزي المصري:
48.31 جنيه للشراء.
48.44 جنيه للبيع.
- البنك الأهلي المصري:
48.32 جنيه للشراء.
48.42 جنيه للبيع.
- بنك مصر:
48.32 جنيه للشراء.
48.42 جنيه للبيع.
- البنك التجاري الدولي:
48.32 جنيه للشراء.
48.42 جنيه للبيع.
- بنك القاهرة:
48.32 جنيه للشراء.
48.42 جنيه للبيع.
- مصرف أبو ظبي الإسلامي:
48.36 جنيه للشراء.
48.46 جنيه للبيع.
أهمية هذه التحركات للمستثمرين والتجار
مع استمرار تراجع سعر الدولار، يراقب المستثمرون والتجار في مصر هذا التحسن عن كثب، خاصة وأن تقلبات سعر الصرف تؤثر بشكل مباشر على عمليات الاستيراد والتصدير.
انخفاض الدولار يعزز القوة الشرائية للجنيه ويقلل من تكلفة الواردات، مما يعد أخباراً إيجابية للتجار والمستثمرين الذين يعتمدون على الدولار في تعاملاتهم.
يشهد سعر الدولار في مصر حالياً تحسناً ملحوظاً في ظل ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وتثبيت سعر الفائدة من قبل البنك المركزي.
هذه التحركات تعزز استقرار الاقتصاد المصري وتساهم في دعم قيمة الجنيه، فيما تواصل البنوك توفير الدولار بأسعار مناسبة، مما يجعل الوضع أكثر استقراراً للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
