شهد الدولار الأمريكي تراجعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة بعد أن لمح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر. هذه التلميحات جاءت بعدما قرر المجلس الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي، مما أثار توقعات واسعة في الأسواق المالية وأدى إلى تحركات ملحوظة في قيمة العملات الرئيسية الأخرى، بما في ذلك الين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني.
توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصريحات جيروم باول
سجل الدولار تراجعًا في ظل توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل في سبتمبر. وقد أبقى المجلس على الفائدة دون تغيير حاليًا، إلا أن رئيس المجلس جيروم باول أشار إلى احتمال الخفض إذا تراجع التضخم وفق التوقعات واستمر النمو وسوق العمل على نحو قوي.
تراجع مؤشر الدولار وخسارته الشهرية
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له حيث بلغ 103.92 نقطة، ثم انخفض بنسبة 0.34% في آخر التداولات ليصل إلى 104.09 نقطة، وهو في طريقه لتسجيل خسارة شهرية تقدر بحوالي 1.7%.
أرتفاع الين الياباني
من جهة أخرى، ارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر مقابل الدولار بعد أن رفع بنك اليابان سعر الفائدة إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، وألمح إلى زيادات أخرى محتملة. قام البنك برفع الفائدة الرئيسية إلى 0.25% من نطاق بين صفر و0.1%، وهي أكبر وتيرة رفع منذ عام 2007، كما أفاد بأنه سيخفض حجم مشتريات السندات الشهرية إلى ثلاثة تريليونات ين في الفترة الممتدة من يناير إلى مارس 2026.
تدخل السلطات اليابانية
بعد أن وصل الين إلى أدنى مستوى له في 38 عاماً عند 161.96 مقابل الدولار في الثالث من يوليو، ارتفع بفضل تدخل السلطات اليابانية التي أنفقت 5.53 تريليون ين (حوالي 36.8 مليار دولار) لتعزيز قيمة العملة. وتراجع الدولار في آخر التعاملات بنسبة 1.87% إلى 149.91 ين، مسجلاً أدنى مستوى منذ 19 مارس، متجهًا لتحقيق خسارة شهرية بنسبة 6.9% مقابل الين، وهي الأكبر منذ نوفمبر 2022.
أداء الدولار الأسترالي واليورو والجنيه الإسترليني
كما تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.8% إلى 0.6532 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 0.6480 دولار بفعل بيانات مؤشر أسعار المستهلكين. وارتفع اليورو بنسبة 0.05% إلى 1.082 دولار، متجهاً لتحقيق مكسب بنسبة 1% خلال شهر يوليو. كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.11% إلى 1.2848 دولار، متجهًا لزيادة شهرية بنسبة 1.5%.
أداء العملات المشفرة “البتكوين”
وفي سوق العملات المشفرة، انخفضت بتكوين بنسبة 0.77% لتصل إلى 65,668 دولارًا.
مع استمرار الدولار في التراجع نتيجة تلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، تبقى الأسواق العالمية في حالة ترقب لما سيحدث في الاجتماع المقبل في سبتمبر. تأثير هذه التوقعات يمتد ليشمل العملات الأخرى مثل الين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني، بالإضافة إلى العملات المشفرة. سيكون لقرار الفيدرالي تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، مما يجعل مراقبة تطورات السوق والتصريحات الرسمية أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين والمحللين الاقتصاديين على حد سواء.