شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 1% بعد تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في منتدى جاكسون هول بولاية وايومنغ. جاء هذا الارتفاع نتيجة تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
تفاصيل الأداء اليومي للذهب
في المعاملات الفورية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.2% لتصل إلى 2512.63 دولار للأونصة بحلول الساعة 17:44 بتوقيت غرينتش. ورغم هذا الارتفاع، بقي الذهب دون مستواه القياسي الذي بلغ 2531.60 دولار للأونصة، والذي تم تسجيله في وقت سابق من الأسبوع. كما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 1.2% عند الإغلاق، لتسجل 2546.30 دولار، محققة مكاسب أسبوعية بنسبة 0.33%.
تصريحات جيروم باول وتأثيرها على الأسواق
في خطابه السنوي، أشار جيروم باول إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، مشددًا على أن التضخم بات قريبًا من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. هذه التصريحات عززت التوقعات بتوجه الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية، مما دفع الأسواق إلى الاستجابة بشكل إيجابي، مع تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.8% وهبوط عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.
التوقعات المستقبلية لأداء الذهب
يرى المحللون أن المعدن النفيس قد يواصل ارتفاعه في الفترة المقبلة مع اقتراب اجتماع الفيدرالي في سبتمبر. وقد أشار أليكس إبكاريان، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة أليجينس غولد، إلى أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة قد تدفع المعدن الأصفر إلى نطاق يتراوح بين 2550 و2600 دولار للأونصة.
تأثير انخفاض أسعار الفائدة على الذهب
تعمل أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة عادةً على زيادة جاذبية الذهب، نظرًا لعدم وجود عائد على السبائك، مما يجعلها أكثر جذبًا للمستثمرين في ظل ظروف الفائدة المنخفضة. بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع الأساسية في تي دي سيكيوريتيز، أشار إلى أن المعدن الثمين قد يشهد عمليات بيع وجني أرباح على المدى القصير، لكنه سيظل قويًا على المدى البعيد مع استمرار الفيدرالي في لعبته لتحقيق التوازن بين التضخم والتوظيف.
أداء المعادن الأخرى
لم يكن الذهب هو المعدن الوحيد الذي شهد ارتفاعًا في الأسعار، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 2.9% لتصل إلى 29.83 دولار للأونصة، محققة مكاسب أسبوعية بنسبة 2.7%. ويتوقع كبار المستوردين في الهند أن تتضاعف واردات الفضة هذا العام بفضل الطلب المتزايد من قطاعات مثل صناعة الألواح الشمسية والإلكترونيات.
كما سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.8% ليصل إلى 961.01 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 2.6% ليصل إلى 956.69 دولار للأونصة.
تؤكد هذه التطورات أن المعدن الأصفر لا يزال يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين، خاصة في ظل تقلبات الأسواق المالية وتصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي في سبتمبر، سيبقى الذهب تحت الأضواء، حيث يتوقع المحللون استمرار ارتفاعه إذا ما تم خفض أسعار الفائدة.