فضائل شهر رمضان المبارك ١٤٤٥ه‍/٢٠٢٤مـ

فضائل شهر رمضان المبارك ١٤٤٥ه‍/٢٠٢٤مـ
فضائل شهر رمضان المبارك ١٤٤٥ه‍/٢٠٢٤مـ

أيام قليلة وتستقبل الأمة الإسلامية ضيف عزيز طال انتظاره والقلوب يملؤها الشوق والحنين إليه إنه شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات؛ رمضان مَوْسم المغفرةِ والرحمات والعتق من النيران،  سنعرض من خلال هذه المقالة عبر موقع الحكاية فضائل شهر رمضان المبارك ومتى فُرض الصيام؟ وكيف كان الصيام منذ بداية فرضه على المسلمين؟ كما سنتعرف على أركان الصيام، والمستحب من سنن الصيام ، وكيفية الإستعداد لشهر رمضان لنحظى به ونكون من السعداء، كما نستعرض خلال هذه المقالة الآيات القرآنية التي نزلت في فضائل شهر رمضان و في أحكام الصيام وتشريعه، كذلك نستعرض معاً الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فضائل شهر رمضان المبارك.

فضائل شهر رمضان المبارك

جعل الله تعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض ففضّل الأشهر الحرم عن غيرها وفضّل شهر رمضان عن سائر الشهور كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعضها؛ وجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر و أقسم بالليالي العشر من ذي الحجة،  فالسعيد من اغتنم مواسم النفحات الربانية وتقرب فيها إلى الله تعالى واجتهد فيها فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار

قال رسول الله ﷺ: “إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً ” صحيح الجامع.

فضائل شهر رمضان
فضائل شهر رمضان المبارك ١٤٤٥ه‍/٢٠٢٤مـ

فضائل الصيام والأدلة على فرضه من القرآن والسنة

إن الصيام عبادة من أعظم العبادات وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفيه أجر عظيم ويثاب المؤمن عليه ثوابا لاحدود له وبه تغفر الذنوب المتقدمة.

الأدلة على فرض الصيام من القرآن الكريم…..

فُرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة (٢ه‍)، في شهر رمضان المبارك وهو الشهر التاسع من السنة الهجرية.

يقول الله تعالى في سورة البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاس وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾سورة البقرة – الآية ١٨٥

ومن حسن التشريع الربانىّ أن معظم الأحكام الشرعية شرعت بالتدريج؛ ولم يشرع الصوم جملة واحدة بل شرع على مراحل؛  للتخفيف على المسلمين وكان المسلمون قبل الهجرة يصومون يوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، وكان فرض الصيام على المسلمين بعد أن هاجروا إلى المدينة المنورة في أيام معدودات ، ليس في كل يوم حتى لايشق على المسلمين ، وكان في بداية فرضه على التخيير لقوله تعالى: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون”

وقوله عز وجل :{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ } قال الإمام الطبري رحمه الله : هي أيام شهر رمضان وقال: وأما “معدودات” فهي التي تعد مبالغها وساعات أوقاتها وعُني بقوله معدودات أي محصيات.

عن عمرو بن مرة، عن علي بن أبي ليلى: ” أن رسول الله لما قَدِم عليهم أَمَرَهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا لافريضة، قال: ثم نزل صيام رمضان”

فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزئ ذلك عنه، ثم نسخ ذلك الحكم بالنص الصريح من القرآن الكريم {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فأوجب الله تعالى الصيام على الصحيح والمقيم ورخص للمسافر والمريض، وثبت الإطعام على الكبير الذي لايطيق الصوم، وقوله تعالى ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ دل على فرضيته.

وقوله تعالى:”فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” أمر من الله عزوجل بفرض الصيام على كل مسلم بالغ عاقل؛ فمن شهد هلال شهر رمضان وحضره عليه أن ينوي الصيام ويتمه.

فضائل شهر رمضان المبارك
فضائل شهر رمضان من القرآن الكريم

الأدلة التي وردت في فرض صوم رمضان من الهدي النبوي….

فقد ثبت في الصحيحين “عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وأنّ مُحَمّدَاً رَسولُ اللهِ، وإقامِ الصّلاةِ، وإيتَاءِ الزّكَاةِ، والحَجّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” متفق عليه، رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، في صحيح البخاري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ “أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ”

رواه أحمد (٩٢١٣)- والنسائي (٢١٠٦)-وصححه الألباني في “صحيح النسائي” (١٩٩٢)

كما روي عن الإمام البخاري رحمه الله، عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبيﷺ “صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ” صحيح البخاري – كتاب الصوم.

فضل شهر رمضان من الهدي النبوي
الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في فضل الصيام

وقت الصيام وأحكامه

قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالۡـَٰٔنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ سورة البقرة- الآية ١٨٧

لقد حدد الله عز وجل وقتاً معيناً لوقت الصوم مبيناً سبحانه وتعالى أحكام الصوم وحدود الطعام والشراب والرفث إلى النساء ليلة الصيام، ولقد أكد عز وجل على أن وقت الصيام يبدأ من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس،  وعلى المسلم خلال تلك الفترة الإمتناع عن الطعام والشراب والجماع وجميع مفسدات الصوم.

حكم الصوم للمريض والمسافر

رخّص الله جل في علاه للمريض وللمسافر أن يفطران ويقضيان مافاتهمها في أيام أُخر، للتخفيف ورفع المشقة عن المريض ومن كان على سفر، وقد قال رسول الله ﷺ:” إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه”

كما أن الله تعالى قد أجزأ عن المريض الذي لا يرجى شفاؤه أو صاحب المرض المزمن ولايستطيع الصوم ، كذلك الكبير الهرِم ويجد مشقة بالغة في صيامه، أن يفطر وعليه كفارة إطعام مسكين عن كل يوم يفطره.

قال الله تعالى: ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَ ٰتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ سورة البقرة- الآية ١٨٤

وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. (185)

وأوجب الله عزوجل على كل مسلم بالغ عاقل أن يتم عدد أيام شهر رمضان المبارك سواء كانت ثلاثون يومًا كاملا أو تسعة وعشرين يوماً بثبوت رؤية هلال شهر شوال، وإكمال العدة يكون بالأداء أو بالقضاء على ما فات من شهر رمضان بسبب السفر أو المرض فقال تعالى:

{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة البقرة- الآية ١٨٥

وفضّل الله تعالى آداء الصيام على الإفتداء منه لأن الصيام خير للمسلمين وفيه صلاح لأحوالهم ومنافع كثيرة قال تعالى:{ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

أحكام الصيام
حكم صيام المريض والمسافر

فضائل شهر رمضان

من تعظيم الله تعالى لهذا الشهر المبارك أضافه لذاته العليا تشريفاً لقدره قال رسول الله ﷺ فيما بلغ عن رب العزة: “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال تعالى: إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، وللصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك” متفق عليه

شهر القرآن

فقد نزل القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر لقوله تعالى في محكم آيات  التنزيل….﴿إِنّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلةِ القَدْرِ﴾

كما قال عز وجل: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾

فيه ليلة خير من ألف شهر….

قال تعالى:”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*ومَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” سورة القدر.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه”- –متفق عليه- تلك الليلة المباركة نزل فيها القرآن الكريم على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم وهي خير من ألف شهر تتنزل فيها الرحمات والسكينة وتتغشانا الملائكة في تلك الليلة وروح القدس،  يغفر الله فيها للعباد ماتقدم من ذنب وأوصانا الرسول الحبيب بأن نتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان لنحظى بأجرها العظيم.

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول اللهﷺ قال:” التمسوها في الوتر من العشر الأواخر في رمضان “-رواه البخاري ومسلم

متى نزل القرآن الكريم ؟
شهر رمضان شهر القرآن وفضل ليلة القدر

فوائد الصيام وأجر الصائمين

يعد الصيام مدرسة أخلاقية كبرى، يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة منها جهاد النفس ومقاومة الأهواء ونزغات الشيطان، كما يتعود به الإنسان على خُلق الصبر فهو يصبر على الجوع والعطش وجميع شهواته طوال شهر رمضان، كما يتعلم المسلم النظام والإنضباط، ويّنمي الصوم في المسلمين عاطفة الرحمة والتراحم فيما بينهم والأخوة والشعور بالتضامن والتعاون بينهم.

كما أن الغاية من الصيام تحقيق درجة التقوى…

حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ سورة البقرة- الآية ١٨٣

فبلوغ التقوى هي حكمة الصوم العليا والغاية التي تتطلع إليها روح كل مؤمن فالصيام يجعل المسلم يرتقي إلى درجة المتقين وينال أجرهم العظيم

ومن فضائل شهر رمضان أن الله تعالى جعل الصيام جُنّة من النار لما ورد عن النبي محمد حيث قال رسول الله ﷺ: “الصوم جُنّة من عذاب الله” أي وقاية _رواه النسائي وصححه الألباني

أيضاً  من فضائل شهر رمضان المبارك أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة….. فعن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنه-أن رسول الله ﷺ قال: “الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ”

حديث صحيح رواه أحمد وصححه الألباني 

جزاء الصائمين ودعوة لاترد

إن من فضائل شهر رمضان المبارك أن للصائم دعوة  لاترد لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ثلاثة لاترد دعوتهم، الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم” رواه ابن حبان

كما أن جزاء الصائمين باب الريان وهو باب في الجنة لايدخله إلا الصائمون، فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم…..

عَنْ سَهْلِ بنِ سَعدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) متفق عليه، رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية عند البخاريّ: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان، لا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائمُون)، وزاد الإمام الترمذي: “ومن دخله لم يظمأ أبداً ”

كما أن جزاء الصائمين غفران ما تقدم من الذنوب والمعاصي شرط التوبة النصوحة والإقلاع عن الذنب وصدق النية وإخلاصها لوجه الله تعالى،  فعن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ: “مَن صام رمضان إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِه ” رواه البخاري

جزاء الصائمين
جزاء الصائمين دعوة لاترد وباب الريان

أركان الصيام

1.النية: بأن يخلص النية لله عزوجل وينوي الصيام إبتغاء وجه الله تعالى ويجوز أن ينوي المسلم الصيام من أول ليلة في شهر رمضان بأن يقول نويت صوم رمضان إيمانا واحتسابا لوجه الله، أو أن ينوي صيام كل ليلة منفردة.

2.الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

آداب وسنن الصيام المستحبة

إن تعلم فقه وأحكام الصيام أمر مستحب وقد رغب فيه الإسلام، فينبغي على كل مسلم أن يتعلم أحكام الصيام وآدابه وسننه على الوجه الأمثل حتى يتسنى له بلوغ درجة المتقين وهي الغاية من الصيام.

ويستحب تعمير شهر رمضان بالأعمال الصالحة من صيام وقيام وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى وإفطار الصائمين والصدقة ومساعدة الفقراء والمساكين وصلة الأرحام، والإعتكاف وغيرها من الأعمال الصالحة التي تزيد من أجر الصائم وتعينه على حسن الطاعة.

ومن آداب الصيام حفظ الجوارح أثناء الصيام قال رسول الله ﷺ:”رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع “حديث صحيح فمن صام عن الطعام والشراب ولم يحفظ جوارحه وغض بصره وكف لسانه عن الغيبة والنميمة والشتيمة وكف يده وقدمه عن الحرام ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ولن يقبل الله منه، حيث قال رسول الله ﷺ:” مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ” –رواه مسلم- فينبغي علينا أن نراقب الله في جميع تصرفاتنا وأقوالنا حتى نكون من المتقين

كما أنه من السنن المستحبة في الصيام تلاوة القرآن الكريم لما له من فضائل جمة، ولا سيما تشريف شهر رمضان بنزول القرآن الكريم قال تعالى:﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاس وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ) -البقرة-١٨٥

فهو شهر القرآن فينبغي علينا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار كان الرسول ﷺ يتدارسه مع جبريل عليه السلام في رمضان، وكان عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة في رمضان.

كما يستحب في شهر رمضان المبارك المحافظة على صلاة الجماعة قدر المستطاع والإكثار من النوافل وصلاة التراويح والتهجد.

أيضاً من السنن المستحبة للصيام، تأخير السحور كان ﷺ يقول: “ثلاث من أخلاق النبوة، تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة” أخرجه الطبراني

كما قال صلى اللّه عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة” متفق عليه

7.تعجيل الفطور كان ﷺ يقول: “لايزال الناس بخير ماعجّلوا الفطر” رواه البخاري ومسلم

وكان من سنن الحبيب المصطفى ﷺ في الصيام أنه لايصلي المغرب حتى يفطر على تمرات أو شربة ماء

كذلك يستحب الدعاء عند الإفطار قال ﷺ: “إن للصائم عند فطره دعوة لاترد”

وكان إذا أفطر قال:” ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله “-رواه أبو داود وحسنه الألباني 

ومن الأمور المستحبة في شهر رمضان المبارك الإجتهاد في العشر الأواخر من رمضان عن عائشة رضي الله عنها قالت:” كان رسول الله ﷺإذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشدّ المئزر” متفق عليه

كما كان الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان سُنة عن الرسول ﷺ فقد كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً “عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله” حديث صحيح

سنن الصيام
آداب وسنن الصيام

مفسدات الصوم

1.الأكل أو الشرب عمداً فإن كان ناسياً فليكمل يومه كما قال ﷺ: “من نسي وهو صائم فأكل وشرب فإنما أطعمه الله وسقاه” رواه البخاري ومسلم

2.القيء عمداً فإن غلبه القيئ فلا شيء عليه.

3.إدخال شيء إلى الجوف من غير الطعام كالروائح والأدوية وغيرها.

4. الجماع في نهار رمضان وهو من الكبائر وعليه كفارة صيام شهرين متتابعين.

طائفة من الأحاديث النبوية عن فضائل شهر رمضان

قال رسول الله ﷺ: “إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصُفّدت الشياطين” متفق عليه

“ينادي منادٍ ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة” رواه أبو هريرة ، صحيح الجامع

قال ﷺ: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات مابينهن إذا اجتنبت الكبائر”  حديث صحيح رواه مسلم

عن عبدالله بن عباس-رضي الله عنه-قال: “كان رسول الله ﷺأجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة فيدارسه القرآن ، فلرسول اللهﷺ كان أجود بالخير من الريح المرسلة” أخرجه البخاري ومسلم 

ورد عن عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن قيام النبي ﷺ فقالت: “ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً، فلا تسلْ عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا”

كان النبي ﷺ إذا رأى الهلال قال: “اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله” حديث صحيح

وبذلك…. نكون قد انتهينا من تقديم شرح مبسط ووافٍ عن فضائل شهر رمضان المبارك قدمنا من خلاله الأدلة الشرعية على فرض الصيام في رمضان من الكتاب والسنة، ومتى فُرض الصيام ؟ وكيف كان المسلمون يصومون في بادئ العهد بالصيام؟ حتى نسخت آيات فرض الصيام، كما قدمنا لكم أركان الصيام وبعض من أحكامه، كحكم الصيام للمريض والمسافر، كما بينا آداب وسنن الصيام التي يستحب إتباعها إقتداءاً بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، كما نقلنا لكم طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة بإسنادها الصحيح التي وردت في ذكر فضائل شهر رمضان المبارك وفي أحكام الصيام سائلين المولى عز وجل أن  يبلغنا رمضان ويسلمنا إليه ويتسلّمه منا، وكل عام والأمة الإسلامية بخير وبركة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *