الشخصية تتكون من مجموعة من السمات والتي تعطي في مجموعها الملامح السلوكية الأخلاقية لهذا الإنسان … .. والسمة هي الصفة الواضحة المميزة القوية الثابتة التي لا تتغير والتي تستمر مع صاحبها وقتاً طويلاً.. ولك سمة يكون لها سمة عكسية ومناقضة لها تماماً فالبخل يقابله الكرم والانطواء
يقابله الانبساط والهدوء تقابله الثورة والسلام يقابله العنف…وهكذا . .
تقع والشخصية Personality:
هي مجموعة من السمات Traits . . وكما أن الطيور على أشكالها : فإن السمات أيضاً على أشكالها تقع .. فالسمات المتقاربة تجتمع مع بعضها مثلما تجتمع حبات العنب في عنقود واحد Trait Cluster
وقد تكون هناك سمة متطرفة أو مجموعة من السمات الشاذة مما قد يؤدي إلى اضطراب واضح في الشخصية أو باللغة المادية تشوه في الشخصية .. والانسان المضطرب هي الإنسان التي يضطرب علاقاتها بالناس .. فالشخصيه هي التي تحدد أسلوب الإنسان في الحياة، وشكل علاقاته مع الناس وذلك من خلال اهتماماته واتجاهاته وفلسفته وأفكاره وميوله وعاداته .
فإذا جاءت سمة شاذة كالعدوانية أو عنقود» سمات تجمع بين الأنانية والغرور وتبلد المشاعر فإن سلوك هذا الإنسان يأخذ ضد الناس ومصالحهم. اى طابعاً ضد المجتمع وإذا اجتمعت سمات الانطوائية والخجل والتردد فإن سلوك هذا الإنسان يدفعه إلى الانعزال عن الناس وتفضيل الوحدة . . ولكن يبدو أن هناك علاقة بين الشخص والمرض كالعلاقة بين الشخص الانطوائي ومريض الفصام وبين الشخصية القهرية وعصاب الوسواس القهري وبين الشخصية الدورية وذهان الاكتئاب والمرح الدوري .
.. وهكذا يتكون لدينا مجموعة من الشخصيات التي تجد صعوبة في التكيف داخل السياق الاجتماعي .. وتعاني من عدم التكيف ويعاني أيضاً الناس الذين يعيشون في محيطها من أهل وأصدقاء وزملاء عمل.
… والشخص المضطرب ليس مريض .
وهنا سنتحدث بإختصار عن بعض أنواع اضطرابات الشخصية:
1- الشخصية الانطوائية شبه الفصامية) Schizoid
شخصية
يمثل قلبه حباً ولا يستطيع أن يصدر إشارة واحدة
تكشف عن عواطفه
يكتظ خياله بالأحلام والأفكار ويلامس النجوم في خياله ولكنه غير قادر على تحقيق أكثرها تواضعاً … يهرب من الناس .. يضطرب بشدة إذا اضطر أن يقابلهم. قد يكون أفضل منهم علماً وقوة وسلطة ومالاً ومكانة
ولكنه يشعر بالخوف
هادئ في سلوكه .. بعيد كل البعد عن العنف والعدوانية ..متردد.. موسوس .. يهتم بأفكاره ويرعاها .. يهتم بالقراءة والموسيقى وأي هواية يكون فيها وحيداً.. ولهذا يصلح كعالم أو فيلسوف أو باحث ولا يصلح كممثل أو مسؤول في العلاقات العامة أو قائد لأي مجموعة من الناس وإن صغر عددها … بعض مرضى الفصام يجيشون من هذه الشخصية … ولكن هذا ليس معناه أن صاحب الشخصية الفصامية معرض المرض الفصام .. فهناك عوامل كثيرة تسهم في حدوث مرض الفصام أحدها طبيعة الشخصية ..
2/ الشخصية البارانوية Paranoid Personality:
لا يمكن للإنسان أن يرى ما يحدث خلف ظهره لأن عينيه مثبتتان للأمام … والإنسان ليس بحاجة إلى أن ينظر كل لحظة خلفه ليرى ما يحدث إلا إذا كان متوقعاً لشر أو الخيانة لا بد أن تأتيه من حيث لا يرى … وهذا التوقع يجعل حياة الإنسان عذاباً وأيضاً يجعل حياة من يعيشون معه أكثر عذاباً لأنه يشك فيهم .. يشك في إخلاصهم و ولائهم ويتوقع منهم الخيانة والشر والإيذاء. والله عز وجل لم يخلق للإنسان عيوناً خلفيه لأنه أراد للإنسان أن يعرف معنى الثقة والأمان والطمأنينة..
وأن يتوقع الخير من الآخرين.. وذلك يعطي إحساساً جميلاً بالسعادة ويخلق علاقات طيبة وودية بين الناس …والشخصية البارانوية تشعر دائماً الاضطهاد وبأنها ، تأخذ ما تستحق، ولهذا فهو دائم الشكوى ودائم العداء للآخرين ودائم الاحتكاك بهم ولذا فمشاعر الود الخارجة منه للآخرين معدومه أو محدودة جداً وكذلك مشاعر الود من ناحيتهم تجاهه معدومة أو محدودة جداً.. ولذا فإنه يتنفس هواه به نسبة قليلة من الحب
3/الشخصية المضادة للمجتمع Psychopathic Per sonlity.. Anti social Personality:
. كل إنسان يحب نفسه وجزء من حبه لنفسه أن يحب الآخرين. فالأخرون هم بعض نفسه وهو بعض من الآخرين.. فهكذا الإنسان السوي في عواطفه، يجب أن يشعر يتوحد مع الآخرين وأن مصالحه لا تتحقق إلا بالتلاقي مع مصالحهم. وبعيداً عن المصالح فإن الإنسان يحب أشخاصاً كثيرين في حياته.. أهله وأولاده وزوجه وبعضاً من جيرانه وبعضاً من زملائه. كما يحمل تعاطفاً لأشخاص لا يعرفهم قهرتهم الحياة بكوارثها ومصائبها..
وهذا يجعلنا نتصدق ونحسن وتؤثر بعض الآخرين على أنفسنا ونتنازل وتتواضع ونضحي … وذلك هو معنى كلمة إنسان ومنها كلمة الإنسانية ….بعض الناس تجمدت عواطفهم تماماً وماتت قلوبهم فلا يشعرون إلا بأنفسهم ولا يتورعون عن ارتكاب أي سلوك عدواني عدائي ضد المجتمع، إذ كان ذلك يحقق لهم لذة أو فائدة أو مصلحة … هم أولاً ويحترق بعد ذلك الجميع …
ومنهم السارق ومنهم المزور ومنهم المرتشى ومنهم ! تاجر المخدرات ومنهم التاجر الغشاش ومنهم التاجر الجشع … ومنهم الذكي جداً الذي يرتكب أياً من هذه الفظائع ولكن يبدو للناس في صورة الرجل الطيب الشهم الكريم المضحى.
4/ الشخصية غير الناضجة انفعالياً Emotionally Imma ture Personality:
الانفعال الناضج هو الذي يتجاوب مع المؤثرات والأحداث
بما يناسب حجمها وأهميتها وهو الذي يتم التعبير عنه بشكل ملائم كما يمكن التحكم فيه وتوجيهه حسب مقتضيات الظروف.. وهو بلا شك مرتبط بدرجة التعليم والثقافة والتربية للمجتمع الذي تربى فيه
5/ الشخصية العاجزة Inadequate Personality:
كانت بداء ضعيفتين فإنه لن يستطيع أن يرفع شيئاً ثقيلاً من على الأرض وإذا رفعه فإنه لن يستطيع أن يمشي به المسافة طويلة .. فهناك عجز أو ضعف في القوة البدنية لهذا الإنسان. وهناك بالمثل ضعف أو عجز في القوة النفسية للإنسان .. فهذا الأخير لا يستطيع أن يبدأ عملا وإذا بدء عمله لا يتمه .. ولهذا لا يمكن الاعتماد عليه ولا يمكن الوثوق به… ولا يمكن مشاركته في شيء.